وسيلة جديدة لجأت إليها محافظة جنوبسيناء، للتقليل من حدة الحوادث الناجمة عن ظهور بعض «الجمال الضالة» أمام السائقين على الطرق السريعة بالمحافظة، والتى تسببت فى حصد أرواح عشرات المواطنين، خاصةً أنها عادةً ما تظهر بشكل مفاجئ على الطرق المظلمة، التى تمتد لمئات الكيلومترات، وتفتقد وجود أعمدة إنارة، إلا فى مسافات قصيرة تتخلل المناطق السكنية، تتمثل هذه الوسيلة فى تركيب «أطواق مضيئة» على أعناق الجمال، حتى يستطيع مستخدمو الطرق رؤيتها وتفاديها، وإنقاذ حياتهم. آخر هذه الحوادث شهدتها المحافظة على الطريق الدولى الرئيسى، الذى يمتد لمسافة 350 كيلومتراً، مساء الأحد الماضى، ما أسفر عن مصرع ضابط شرطة بإدارة تأمين الطرق، وهو الرائد سامح مدحت، إضافة إلى «محمد عيد طعيمة»، أحد شيوخ القبائل بقرية «الوادى»، التابعة لمركز طور سيناء، نتيجة تصادم سيارتين بأحد الجمال الضالة، الأمر الذى أثار موجة من الاستياء بين أهالى المدينة، الذين طالبوا المسئولين بسرعة وضع حلول لهذه المشكلة، التى يروح ضحيتَها عدد من المواطنين بين فترة وأخرى. الحل فى «الأطواق الضوئية».. والمحافظ يتوعَّد المخالفين بغرامة 10 آلاف جنيه.. و«البيطرى» يقترح «أسوار سِلك» وفى استجابة من جانبه لمطالب المواطنين، قرر محافظ جنوبسيناء، اللواء خالد فودة، إلزام أصحاب الجمال التى يبلغ عددها نحو 500 جمل طبقاً لحصر الطب البيطرى، بتركيب أطواق مضيئة فى أعناقها، وقرر شراء 100 طوق بشكل مبدئى على نفقة المحافظة، وتوزيعها على عدد من أصحاب الجمال، بالإضافة إلى توقيع غرامة على المخالفين تصل إلى 100 ألف جنيه، ووجَّه المسئولين فى مديريتى الزراعة والطب البيطرى بإجراء حصر دقيق لأعداد الجمال فى المحافظة، وتجهيز الأطواق الضوئية وترقيمها، لتسهيل الوصول إلى صاحب الجمل الذى يضلّ طريقه إلى أحد الطرق السريعة بالمحافظة. من جانبه، اقترح مدير عام الوقاية بمديرية الطب البيطرى بجنوبسيناء، الدكتور محمد حماد، تقسيم الطريق الدولى إلى 3 مناطق، الأولى وهى الأعلى كثافة لوجود الجمال بها، وتقع بالقرب من الوديان القريبة من الطريق، ويمكن وضع سِلك غير شائك على جانبى الطريق، مشيراً إلى أن هذه المسافات لا تزيد على 250 كيلومتراً، ولن تتكلف مبالغ كبيرة، أما المنطقة الثانية، وهى منطقة متوسطة الكثافة لعبور الجمال بها، يمكن أيضاً وضع أسلاك غير شائكة بها، بينما المنطقة الثالثة قليلة الكثافة، ويكاد ينعدم عبور الجمال بها.
