منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرافق الشخصى ل«مفتى التنظيم»: لا أستبعد تورط قيادات لنا فى تسريب معلومات إلى الأمريكان لاغتياله
نشر في الوطن يوم 11 - 07 - 2018

«نواف محمد أحمد سيف»، ربما لا يحظى صاحب هذا الاسم بشهرة كبيرة، لكنه وهو قيد الأسر حالياً فى سوريا يحتفظ بأسرار وكواليس عن حياة تركى البنعلى أحد أخطر عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى ومفتى التنظيم حتى مقتله.
الشاب البحرينى الذى لم يتخط عمره حاجز ال23 عاماً، رافق مفتى التنظيم «بحرينى الأصل»، أثناء فترة وجوده فى سوريا، وحضر معه مواقف عديدة، يروى جانباً منها فى حواره ل«الوطن»، بداية من وجوده فى بلده البحرين وتعرفه من خلال الإنترنت على تنظيم «داعش» واتصاله بعناصره، مروراً بالتحاقه بالتنظيم ورحلته مع «البنعلى» حتى مقتل «مفتى التنظيم» فى أواخر يونيو 2017 وإعلان قوات التحالف الدولى بسوريا أنباء القصف الجوى الذى استهدفه ببلدة الميادين بدير الزور شرق سوريا، واعتبار العملية انتصاراً كبيراً للتحالف، وضربة موجعة للتنظيم بالتخلص من أخطر عناصره الذى ينتمى بالأساس إلى «القاعدة» وصاحب الشعبية الكبيرة بين التنظيمات الإرهابية فى دول عديدة. وإلى نص الحوار:
بماذا تُعرف نفسك وماذا عن حياتك قبل الانضمام ل«داعش»؟
- أنا نواف محمد أحمد سيف، من مواليد عام 1995 فى البحرين، أسرتى مكونة من 5 شباب وبنتين، وأنتمى لعائلة ميسورة الحال، وأكملت الثانوية العامة وعملت موظفاً فى وزارة الكهرباء والمياه، وبعد 6 شهور من شغل الوظيفة، انتقلت إلى سوريا، لألتحق بتنظيم «داعش».
خلال وجودك فى البحرين هل كانت لديك توجهات سياسية؟
- أبداً، كنت شخصاً عادياً أذهب إلى النادى وكنت لاعب كرة طائرة، وحياتى طبيعية جداً، لكن المنطقة التى كنت أسكن بها أغلب سكانها تركوا البحرين وسافروا إلى سوريا، حتى قبل انتقالى لسوريا كنت أسمع طوال الوقت أن فلاناً من البيت الفلانى بحارتنا ذهب إلى سوريا، فحبيت أعرف لماذا يسافرون ويتركون بلدهم، وتواصلت معهم ودار بيننا حوار طويل، وكنت أرى الإصدارات التى يصدرها «داعش»، ومن خلال التواصل بشكل دائم تأثرت بهم وأردت أن أكون معهم، وشخص منهم نسّق لى أمور السفر حتى وصلت سوريا.
ماذا عن تفاصيل رحلة السفر من البحرين إلى سوريا والانضمام ل«داعش»؟
- كنت أسكن فى حارة بمنطقة البساتين بمحافظة المحرق، ومن خلال التواصل مع أحد سكان حارتنا موجود فى سوريا، طلبت منه أن ينسق لى السفر، فطلب منى وقتها تحضير ملابس رياضية وساعة يد وحذاء رياضى، وأحجز «طيران» إلى قطر ومنها إلى تركيا، وأن أحلق لحيتى قبل الذهاب للمطار، وأخبرنى أنه عندما سأصل تركيا سيعطينى رقم هاتف شخص للتواصل معه، وأبلغه أنى «من طرف فلان»، وفعلاً أحضرت ما طلب وسافرت تركيا، وبعدها علمت أنه طلب ملابس رياضية لاستخدامها فى التدريب بالمعسكر العسكرى، لأن المنطقة التى يقيمون فيها بسوريا لا تتوافر بها أحذية رياضية جيدة.
متى سافرت تحديداً إلى سوريا؟
- فى عام 2015 فى بداية رمضان، ويوم السفر كنت طبيعياً، وكأنى ذاهب للعمل، واتصلت بأسرتى لأخبرها أنى سأتأخر فى العمل، وسافرت من البحرين إلى قطر، ومن قطر إلى تركيا، وأنا فى تركيا اتصلت بالأسرة وقلت لهم «أنا راح أدخل سوريا»، وقتها أختى صُدمت وقالت لى «ارجع»، وبكت لكنى ما سمعت الكلام، وقدَّر الله ودخلت سوريا.
كيف دخلت من تركيا إلى سوريا، عبر معبر أم بالتهريب؟
- دخلت سوريا تهريباً، وأول ما وصلت إسطنبول أبلغنى صديقى بالتوجه لمدينة «غازى عنتاب» جنوب تركيا، وبعد ما وصلت طلب أن أحجز فى فندق معين لا أتذكر اسمه، وفى اليوم التالى تواصل معى شخص من طرفه، وقال لى «أعطنى مواصفات ملابسك ومظهرك»، وطلب منى الانتظار أمام بوابة الفندق، وكان هو يركب سيارة «فان»، فركبت معه وكان فيها أشخاص آخرون، وقال لنا «سأدخلكم سوريا»، وعند الحدود شرح لنا الطريق، وكان هناك سور، فقال لنا «بعد هذا السور، ستجدون أشجاراً وبعدها تركضون»، وبالفعل نفذنا التعليمات التى قالها لنا وتسللنا بين الأشجار، وبعد ما انتهت ركضنا وعبرنا ووجدنا حفرة وعندها كان شخص ينتظرنا على الجانب الآخر وأخذنا لداخل سوريا، عند منطقة اسمها الراعى -تتبع محافظة الباب شمال سوريا- وبعد ما وصلنا أخذتنا سيارة إلى جرابلس وذهبنا إلى «مضافة» -مكان استقبال واستضافة الدواعش الجدد- وجلسنا فيها وأخذوا منّا جوازات السفر والهواتف والبيانات، وأقمنا هناك يومين، وبعد فترة أخذونا إلى الرقة ودخلنا «المعسكر الشرعى»، وعلى فترات كنا نتلقى «دروساً شرعية» عن الفقه والسياسة الشرعية والعقيدة، بمعدل 3 دروس كل يوم.
بصفتك المرافق الشخصى لتركى البنعلى مفتى «داعش» وهو من البحرين أيضاً، هل التقيت به أو كنت تعرفه قبل انضمامك للتنظيم فى سوريا؟
- نعم، هو من نفس الحارة التى كنت أسكن بها فى البحرين، وأغلب الشباب الذين ذهبوا سوريا تلقوا دروساً على يديه، لأنه كان يجمع الشباب فى ندوات ومحاضرات ودروس خاصة وفعاليات كثيرة، وكثيراً ما كنا نسمع فى البحرين أن تركى البنعلى إرهابى ومتشدد، وأنا من حب الفضول والاطلاع حبيت أذهب وأعرف القصة، ومن هذا المجال بقيت أحضر الدروس التى يلقيها علينا إلى أن جئت إلى سوريا.
وماذا عن علاقتك بتركى البنعلى فى البحرين؟
- اسمه تركى مبارك البنعلى، وأسرته عبارة عن 4 أشخاص وبنت، 3 جاءوا إلى سوريا والرابع معتقل فى البحرين، وأخوته الذين جاءوا إلى سوريا هم «محمد» و«على» أما «عبدالله» فمعتقل فى البحرين، وأخته ما زالت بالبحرين، وأخوه الأصغر «على» صديقى المقرب لأننا فى نفس العمر تقريباً وكنا زميلين فى المدرسة وجيرانين فى الحارة.
أين أخوة «البنعلى» حالياً؟
- «على» صديقى قُتل فى «خناصر» بمحافظة حلب، و«محمد» قُتل فى حمص، وكانا يلتقيان قبل مقتلهما فى سوريا.
كيف أصبحت من مجرد عضو فى «داعش» إلى مرافق شخصى لمفتى «التنظيم»؟
- بعدما جئت إلى سوريا وانتقلت من «المعسكر الشرعى» إلى «المعسكر العسكرى»، انتقلت إلى العراق، وبقيت بها لفترة، لكن لم أرتح هناك وشعرت بالضيق، والمعاملة كانت جافة وغليظة، وحدثت مشاكل لأنى رفضت هذه المعاملة، وكنت أتساءل: لماذا جئت إلى العراق؟ وأقول: أنا أتيت من أجل سوريا، وعبرت عن رغبتى فى العودة لسوريا، ولم يكن لدىّ أصدقاء مقربون مثل «على» شقيق تركى البنعلى وشكوت له المعاملة الجافة، ونتيجة لحديثنا قال لى إنه سيتحدث إلى شقيقه «تركى» حيث كان «رئيس الديوان فى تنظيم داعش»، حتى يأخذنى إلى سوريا، وبعد فترة أرسل لى خطاب نقلى من العراق إلى سوريا، وأصبحت عنده فى مكتب البحوث والدراسات، ذلك بحكم أن تركى البنعلى صديقى أيضاً منذ أن كنا فى البحرين، وبحكم إن إخوته أصدقائى، وكان البحرينيون يتجمعون لحالهم فأصبحت الاجتماعات كلها مع بعضنا، وبقيت مع تركى، ومن وقتها أُطلق علىّ «المرافق الشخصى لمفتى داعش»، إضافة إلى أننى كنت معه أيضاًَ فى نفس السيارة التى قُصفت وقُتل فيها.
هل كانت له ألقاب أخرى بخلاف «مفتى داعش»؟
- ألقابه هى أبوهمام الأثرى، وأبوسفيان السلمى وتركى البنعلى، وبالنسبة للاسم الأول أبوهمام الأثرى كان لقباً سابقاً، حيث كان يكتب به فى منبر التوحيد والجهاد، أما أبوسفيان السلمى فهو الاسم الحركى، وكان دائماً يظهر به فى الفيديوهات وأثناء إلقاء الدروس، والسلمى تابع لقبيلته «بنى سليم»، وكان عملى معه يقتصر على مكتب البحوث والدراسات، والإشراف على البريد الذى يرسله أو يتسلمه المكتب، وكذلك أقوم بأمور الأرشفة والكتب الصادرة فى الحاسوب، وتبديل السيارات واختيار نوع السيارة، وتغيير المقرات بين فترة وأخرى لاعتبارات أمنية.
وما معايير اختيارك للسيارات التى تتنقلون بها؟
- اعتبارات أمنية من الدرجة الأولى، وكان يختار سيارات التاكسى الأجرة بغرض التضليل، وكان يركب السيارات الأكثر انتشاراً فى المنطقة الموجود بها، ولم يسر بموكب أو حراسة حتى لا يكشف نفسه، فأى مظهر للحراسة أو التأمين تكشف عن أهمية الشخصية فتلفت الانتباه والنظر إليه وتعرضه للاستهداف.
هل التقيت أبوبكر البغدادى أمير «داعش» خلال أى اجتماعات له مع مفتى التنظيم الذى كنت ترافقه؟
- لم يكن مسموحاً لى بحضور الاجتماعات التى كان يجريها «البنعلى»، وإذا كان عنده اجتماع فى جهة ما يتم ترتيب الموعد بواسطته وتحديد مكانه أو نقطة التقاء معينة، ثم يأتى أشخاص من تلك الجهة ويأخذونه إلى مكان الاجتماع المتفق عليه، وكذلك العكس إذا كان هو صاحب دعوة اللقاء، فيقوم بتحديد نقطة أو مكان محدد ونذهب نحن بسياراتنا لنأخذه إلى مكتب البحوث والدراسات، كانت هذه طريقة تحديد موعد ومكان الاجتماعات.
مَن القيادات المهمة فى التنظيم التى التقيت بها خلال مرافقتك ل«البنعلى»؟
- أمراء الدواوين، مثل أبوبكر القحطانى وأبومسلم المصرى وأبوزيد العراقى وهو من أخطر القيادات، وكذلك عبدالبر الكويتى.
هل حدث خلاف بين «البنعلى» و«البغدادى» حول «مسألة العذر بالجهل وتكفير من هم خارج الأرض التى تسيطر عليها داعش»، وهل صحيح ما قيل عن أن المفتى ترك التنظيم بسبب هذا الخلاف؟
- أولاً لم يترك التنظيم، أما الخلاف فكان مع اللجنة المفوضة التابعة لأبوبكر البغدادى، وهى تمثل «البغدادى» نفسه، وكانت هناك نقاشات حول موضوع «تكفير الناس بالعموم» أى بأن كل العالم كفار، وبأن أى شخص خارج مناطق سيطرة «داعش» كافر، وكان «البنعلى» يرى «وجود عذر بالجهل وأن الناس تعذر لجهلها»، لكن لجنة «البغدادى» كانت ترى أنهم لا يُعذرون، والخلافات كانت طويلة ودارت مناقشات طويلة ثم نشرت اللجنة تعميماً وأذاعت بياناً يخالف رأى المفتى «البنعلى»، وفرضت العقيدة التى تراها، واستمرت الخلافات إلى أن تم مقتل «البنعلى» وانتهى الأمر، لكن كان رأيه حتى وفاته هو «ألا يكفَّر من هم خارج مناطق داعش»، ولا أستبعد أنهم شاركوا فى اغتياله وتسريب معلومات عنه، لأنهم فرحوا بمقتله وأغلقوا مكتب الدراسات الإسلامية.
هناك مؤلفات ل«البنعلى» منها «الأقوال المهدية إلى العمليات الاستشهادية» و«مد الأيادى لبيعة البغدادى»، هل قرأتها أو تأثرت بها؟
- نعم قرأت «مد الأيادى لبيعة البغدادى»، أما «الأقوال المهدية» ما قرأتها، لكن كنت أعرف أنه أصدرها، ونحن متأثرون به حتى قبل أن يظهر «داعش»، وهذا كان له أثره فى تحفيزنا على الانضمام للتنظيم.
معروف أن «البنعلى» خرج من البحرين واتجه لليبيا ودعا لمبايعة «البغدادى» وانتقل لسوريا، وقيل إنه عاد لليبيا بعد مقتل مفوض «البغدادى» ليعيد تنظيم الصفوف هناك.. كيف تابعت ذلك؟
- كنت فى البحرين مع «البنعلى» وهو قد ذهب إلى عدة مناطق مثل سرت بليبيا وإلى المغرب، وكانت تأتيه دعوات من هذه البلاد، وأهل تونس هم الذين دعوه فاستجاب لهم وألقى محاضرات ودروساً هناك، وهى منتشرة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى خصوصاً، ودعوه مرة أخرى وفى المرة الثانية تزوج من تونسية هناك، وبعدها دعاه الأخوة فى الكويت لكن الحكومة الكويتية لم تسمح له بالدخول، فذهب للمغرب والتقى ب«الحدوشى» -قيادى سلفى جهادى- ومنها إلى مصر ك«ترانزيت» إلى سوريا، ولم يخرج من سوريا منذ أن دخلها، فالأقوال والمعلومات حول خروجه من سوريا وذهابه إلى ليبيا ليعيد تنظيم الصفوف بعد مقتل مفوض «البغدادى» هناك هى غير صحيحة، لأنى كنت معه فى نفس الوقت ولم يخرج من سوريا، ولا أعرف من الذى يشيع هذه المعلومات.
بمناسبة مصر، ما علاقاته بفرع التنظيم فى شمال سيناء؟
- لم يكن له ارتباط أو علاقة بالموجودين فى سيناء، فقط علاقته بمصر أنه مر عليها وهو مسافر لسوريا، حيث حدثت فتنة قتال بين أعضاء «داعش»، وطبعاً هو كان فى تنظيم القاعدة قبل أن يعلن مبايعته ل«البغدادى»، وذهب إلى سوريا للاطلاع على الأمور ورأى الحقيقة وعاد إلى البحرين وأعلن أن «داعش» معها الحق فى هذا الخلاف، ورتب أمر زوجته الموجودة فى تونس لتذهب إلى سوريا هى الأخرى بعد أن انتقل إليها وأعلن انضمامه لتنظيم «البغدادى».
ما المناصب التى تقلدها داخل التنظيم؟
- تم تنصيبه «مفتى داعش فى العراق والشام»، ولم يتقلد أى مناصب أخرى، وبعدها تقلص «ديوان البحوث والإفتاء» الذى كان يتولاه إلى «هيئة البحوث والإفتاء» ثم مكتب «البحوث والإفتاء»، وأُغلق بعد مقتله.
ماذا تتذكر من ملابسات مقتله؟
- أنا رافقته قرابة سنتين، من 2015 حتى 2017، وقد قُتل فى قصف أُطلق من طائرة مسيرة بصاروخين، أحدهما استهدف محرك السيارة والثانى اخترق النافذة ليصيب رأسه مباشرة، يوم 5 رمضان 2017، وقتها كنا راكبين سيارة «هيونداى أكسنت» بيضاء، وكنا طالعين من الميادين فى دير الزور إلى منطقة «العشارة»، وكان رايح عند زوجته، وجلس هناك 10 دقائق فقط، ثم نزل من المنزل وركب السيارة وأنا كنت أقودها وهو كان يجلس بجوارى، وفى الخلف يجلس شخصان، وبعد 10 أمتار تقريباً من تحركنا حدث القصف الصاروخى، وفى لحظات شاهدت الصاروخ يدخل من النافذة ويضرب رأسه، والشظايا أصابتنا ونحن بالسيارة، فنزلت بسرعة ومن فى المقعد الخلفى نزلا معى، وتحركنا بعيداً، وبعد القصف جمعنا الأشلاء ووضعناها فى الثلاجة وبعدها صلينا عليها ودفناها.
لكن إذا صاروخ ضرب سيارة سيفجرها كلها فما بالك بصاروخين.. وكيف نجوت ومن معك؟
- كان صاروخاً فردياً صغير الحجم -يشير إلى ساعد ذراعه- وهم كانوا يريدون أن يستهدفوه وحده، ولو كان غرض الأمريكان أن يستهدفوا السيارة كلها لضربوها بصاروخ أكبر وفجروها كلها، حتى نحن بعد دقيقتين استوعبنا الحادث، ولما نزلنا نظرنا إلى السماء وجدت نحو 6 أو 7 طائرات مُسيرة، وسألنا الموجودين عما جرى فقالوا طائرة مُسيرة هى التى ضربت السيارة، وكنا نسمع صوتها لأنه معروف ولم تكن المرة الأولى التى نراها، والأمريكان كانوا معتادين على إطلاقها فى سماء مناطق سيطرة «داعش».
وماذا عن تداعيات مقتله فى صفوف التنظيم؟
- هو كان يتمنى الشهادة، والله عز وجل قدمها له، أما لجنة «البغدادى» المفوضة منه، فقد فرحت وأغلقت مكتب «الدراسات الإسلامية» التى كان يتولاها، لأنهم كانوا يكفرونه أساساً.
لكن «البنعلى» كان على علم بما يجرى من عمليات ذبح وقطع رؤوس الناس بالشبهات.. فلماذا لم يعترض عليها أو يفتى بمنعها؟
- أنا ما أصدق الذى تقوله، كنت موجوداً وكنت أرى القتل فقط للذين عندهم غلو فى الدين ويكفرون الناس ويسرقون أموالهم بهذه التهمة، كانوا يعلقونهم ويصلبونهم إذا ثبت فيهم هذا التصرف، والذى كان لديه غلو فى الدين كان يتم عرضه على لجنة المناصحة، وإذا كرر غلوه تتم مناصحته مرة ثانية، ثم بعدها يتم صلبه أو قتله، أنا لا أبرر تصرفاً معيناً، فأنا داعشى وما عندى هالشىء.
وما مشاعرك تجاه التنظيم بعدما انتهى بك الأمر إلى الأسر.. ألم تشعر حتى بالندم؟
- أنا كداعشى ما ندمان، بداية أنا استحسنت أكون فى خلافة إسلامية تطبق شرع الله، وأتوقع أنك وأى مسلم تكون هذه أمنيته، وكنا فرحين فى بداية الأمر، لكن ما حدث داخل «داعش» اكتشفنا منه أن كل شخص كان يريد مصلحة تنظيمه، والجميع سواء «داعش» أو جبهة النصرة أو أحرار الشام، سعوا لمصالحهم الشخصية والدولية، لكنى ندمان إنى كنت ضحية وسائل الإعلام الخاصة بالتنظيمات التى روجت لوضع غير حقيقى فى سوريا.
هل أبوبكر البغدادى ضمن من سعى لمصالحه على حساب التنظيم؟
- جميعهم ركضوا خلف مصالحهم وأخذوا الذى يريدونه.
هل رأيت البغدادى أو موكبه.. وماذا كنت تسمع عنه داخل التنظيم؟
- لا أحد كان يُظهر رغبته فى رؤية «البغدادى»، لأنه سيُقال عنه إنه جاسوس، وسيتعرض للمساءلة وربما السجن حتى يتم التحقق منه وسيتعرض لأمور مزعجة جداً.
لكنك كنت مرافقاً للمفتى، هل كانت تنطبق عليك تلك المعاملة أيضاً؟
- تركى البنعلى كان مجرد أداة دعاية ل«داعش» يكسبون بها مزيداً من الناس، لأنه قبل ما ينضم لهم كان معروفاً وسمعته وصلت كل التيارات الجهادية، لأنه كان عضواً فى تنظيم القاعدة، وظهر فى اليمن وكانت عنده بيعة، و«داعش» لم يكن لها أى فضل عليه، فهو كان موجوداً قبلها، وأول ما انضم للتنظيم استغلوه وأقاموا دعاية بأن «البنعلى» يبايع «تنظيم الدولة» وتولى منصباً فيها، وبعد أيام تمت مقابلته مع «البغدادى»، ثم انقطع كل شىء، لأنهم قطعوا عنه الاتصال وقيدوا حريته.
كيف منعوا التواصل عنه؟
- منعوه من التواصل، فلا يتكلم إلا فى وسائلهم، وكان محظوراً عليه الظهور فى مقاطع مصورة كما كان يظهر فى السابق أثناء إلقاء دروس ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعى، وتم منعه تماماً، ولم يكتب أى بيان أو كتب إلا بكتابات رسمية من قبل «داعش».
لكننا نعرف أنه الشخص المفوه والخطيب الذى يظهر ويلقى البيانات فى إذاعة «داعش»؟
- نعم لم يكن يظهر إلا محصوراً فى جهات معينة ورسمية، مثل إذاعة بيان خاص بالتنظيم، ولا يؤلف كتباً لصالح مكتبة «الهمَّة» -مكتبة خاصة بالتنظيم- ولم يلق الدروس إلا بإذن، لذلك لا أستبعد أن قيادات «داعش» هى التى سربت عنه معلومات لاغتياله بعدما اختلف معهم.
لماذا يسربون معلومات عنه تسهم فى قتله وهم قادرون على تصفيته مباشرة؟
- لا يمكن أن يجرؤوا على قتل تركى البنعلى أو صلبه مثلما يفعلون مع آخرين، لأنهم يخافون من غضب أتباعه ومؤيديه الذين يحبونه، ولم يكن الأمر ليمر بهذه الصورة مرور الكرام، وتسريب معلومة عن موقعه هو الأسهل بالنسبة لهم.
اقرأ أيضًا:
ننفرد بمحاورة 3 عناصر من «داعش»
داعشى فلسطينى: اكتشفت «الفخ» من أول يوم داخل «التنظيم» ولم أجرؤ على طلب العودة.. وكنت أتقاضى 50 دولاراً شهرياً
أصغر داعشى تركى: قادة «داعش» كانوا يضغطون علىّ من أجل الزواج ليزيد ارتباطى بهم.. وكنت أرفض توسل أسرتى عبر «فيس بوك» لى بالعودة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.