يرقصون في حركات سريعة على أغاني الراب والموسيقى الإيقاعية التي يصنعونها بأيديهم وأرجلهم وسط حشود من ركاب المترو في إصرار على تغيير تلك النظرات الناقدة والرافضة التي تتبعهم في كل مكان، غير عابئين بما يلقونه من اتهامات بالكفر والفجور في مجتمع انتخب شعبه الإخوان المسلمين والسلفيين للبرلمان. "شوارعنا" لم يجدوا إقبالاً من الناس على مشاهدة فنهم فقرروا أن يصلوا إلى الناس في الشوارع، فهي مبادرة تهدف إلى توسيع دائرة جمهور الفن في مصر لتشمل جميع الطبقات. بدأت المبادرة من 5 بنات بينهم 4 أجانب يعيشون في مصر منذ عدة سنوات، وتقوم الآن بتقديم فن "البريك دانس" وهو نوع من الرقص الذي يستخدم حركات سريعة على موسيقى الراب وغالبًا ما يقدم في الشارع، هذا الفن بدأه الأفارقة الأمريكان في القرن التاسع عشر للتعبير عن مشاكلهم من فقر وتفرقة العنصرية. تقول استرد عضو بالفرقة إن التجربة بدأت بورشة عمل لعدد من الشباب والبنات الذين يحبون الرقص المعاصر وقضوا وقتًا طويلاً منتظرين الفرصة التي تتيح لهم ممارسته بشكل مرض، ثم هم الآن منتشرون في محطات المترو يفاجئون الركاب بعروض الرقص والغناء. وتضيف استرد بلهجتها الأجنبية المتقطعة:"التفاعل من الناس كويس، ويوجد منهم من يرقص معنا معانا ويغني أيضا". لكن هذا لم يكن رأي عمرو المتطوع المصري، الذى قال:"الانتقادات والتريقة كتير بس ده عادي لأن مجتمعنا لسه مش متعود على النوع ده من الفن، والمهم أننا بنعمل حاجة بنحبها". عمرو شاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين وطموحه في الحياة أن يسافر إلى ألمانيا "عشان هناك هلاقي شغل أحسن وفلوس أكتر"، عمرو لديه ولع منذ صغره بغناء الراب ورقص "البريك دانس"، ووجد في "شوارعنا" فرصته لعمل ما يحبه. يقول عمرو إن الانتقادات تكون بسبب "أني ولد وبرقص، وساعات بقابل ناس من الإخوان بيحاولوا يقنعوني إن كده حرام .. بس أنا متأكد إني ما بعملش حاجة غلط". ورغم حب عمرو الشديد للرقص والغناء إلا أنه انتخب مرشحي جماعة الإخوان المسلمين بانتخابات مجلس الشعب الماضية "كنت حاسس إنهم أحسن الموجودين. أما استرد، فقد عبرت عن رأيها في هذا النوع من الفن برسمة كبيرة على حائط الغرفة، تحمل صورة الفنانة أم كلثوم ومكتوب بجانبها "الفن مش حرام"، رسمها فنان الجرافيتي "جنزير". وعن مصاريف المبادرة قالت استرد إنهم يتلقون دعما ماديا من "معهد الحوار الدنماركي المصري" و"المجلس الثقافي البريطاني" بشكل أساسي بجانب بعض المساهمات الأخرى، "احنا لحد دلوقتي متطوعين بس عندنا خطط نكسب بيها فلوس قريب". الجدير بالذكر أن المبادرة لن تقتصر على تقديم فن الرقص، بل ستشمل العديد من أنواع الفن كعرض الأفلام على شاشات كبيرة فى بعض الأحياء، ومشروع أشجارنا الذي اختص حي الدقى ليعلم الشباب كيفية تزيين الأشجار بتصميمات فنية مستخدمين الطلاء الصديق للبيئة ومواد طبيعية، بالإضافة إلى فن الترانزيت الذي يهدف إلى تقديم أنواع مختلفة من الفن في عربات المترو يقدمه حكائين الروايات والمغنيين والممثلين والمهرجين وفنانين البانتومايم.