قتل 5 مدنيين في قصف جوي طال مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا السورية، أسفر عن خروج مشفى عن الخدمة في إطار التصعيد العسكري المستمر في جنوب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبدأت قوات النظام السوري، الثلاثاء الماضي، تكثيف قصفها على محافظة درعا وتحديدا ريفها الشرقي، ما يُنذر بعملية عسكرية واسعة في هذه المنطقة الواقعة جنوبسوريا التي تسيطر على أجزاء واسعة منها فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأميركي الأردني. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن عمليات القصف والتصعيد متواصلة، مشيراً إلى مقتل خمسة مدنيين جراء غارات جوية نفذتها طائرات روسية وطالت بلدات الحراك والصورة وعلما في ريف درعا الشرقي. وارتفعت بذلك حصيلة قتلى القصف الجوي في درعا منذ الثلاثاء إلى 23 مدنياً، بحسب حصيلة للمرصد. وطال القصف الجوي "الروسي" على الحراك، وفق عبدالرحمن، منطقة يقع فيها أحد مشافي البلدة، ما تسبب بأضرار اخرج هذه المنشأة الطبية موقتا عن الخدمة إلى حين إعادة تجهيزها. وتشارك طائرات حربية روسية منذ، السبت، وللمرة الأولى منذ عام في شن غارات ضد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد دعماً لقوات النظام. وترد الفصائل المعارضة باستهداف مناطق سيطرة قوات النظام في درعا والسويداء المجاورة، وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، الأحد، عن استهداف الفصائل لمدينة السويداء وقرية الدور ما أدى إلى مقتل طفلة. وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على كامل العاصمة ومحيطها، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية، وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وتتواصل الاشتباكات لليوم السادس على التوالي عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية. وتمكنت قوات النظام حتى الآن من السيطرة على أربع قرى، وفق المرصد الذي وثق مقتل 13 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين التابعين لها فضلاً عن 15 مقاتلاً من الفصائل المعارضة. وتسيطر الفصائل المعارضة على 70% من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطرافها الغربية. وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. ويحضر مستقبل الجنوب السوري في محادثات تدور بشكل أساسي بين روسيا الداعمة لدمشق، وبين الولاياتالمتحدة وأيضاً الأردن واسرائيل. وقال مصدر قيادي في الفصائل المعارضة لوكالة "فرانس برس" الفنسية، إن واشنطن أبلغت فصائل الجنوب في رسالة ألا تتوقع تدخلاً عسكرياً أميركياً إلى جانبها. وتعد محافظاتالجنوب إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا، وأُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية أردنية في يوليو الماضي، لتشهد منذ ذلك الحين توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية.