أسوارها بلغت عنان السماء وحراسها نائمون فى الدشم وأجراسها تدق ناقوس الخطر.. إنها كنائس محافظة المنيا التى يحميها الرب بينما يغفل عنها الأمن، ولا يبالى بالمخاطر المحدقة التى تحاصرها فى ظل حالة انفلات غير مسبوقة. يرى القس أيوب يوسف، راعى كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بقرية دلجا، أن الأمن لا يحمى الكنائس بقدر ما يراقبها، ويتابع عن كثب ما يحدث بداخلها. وقال يوسف: اعتدنا خلال فترة حكم المعزول الماضية أن يكون دور أفراد الحراسة قاصراً على الإبلاغ عن عمليات تشوين لمواد بناء، أو إجراء إى إصلاحات، أو ترميمات بالكنائس، أما التأمين فيكون على استحياء، مدللاً على ذلك بطريقة التعامل مع الاعتداءات التى تعرض لها مبنى الخدمات التابع للكنيسة الكاثوليكية بدلجا، حيث فشلوا فى التصدى للصبية الذين حاصروا المبنى ورشقوه بالطوب والحجارة، ثم اقتحموه وأحرقوه. وأضاف: نفس الأمر تكرر مع كنيسة العذراء والأنبا إبرام للأقباط الأرثوذكس، ومن المؤسف أن يتم تعيين حراسة على كنيسة، وغير مصرح لهم بإطلاق النيران حتى فى الهواء لمواجهة الاعتداءات، بل إن أفراد الشرطة قد ينسحبون بسبب عدم قدرتهم على التصدى للهجمات الشرسة. أما القس يوأنس شوقى، راعى كنيسة العذراء والأنبا إبرام بدلجا، فيرى أنه فى ظل حالة عدم الوعى التى تسيطر على عقول المتطرفين والبلطجية بالمحافظة فيجب اتخاذ إجراءات احترازية لتأمين الكنائس. وقال إن فكرة تأمين دور العبادة مرفوضة أخلاقياً، متسائلاً: ما معنى تعيين أفراد حراسة على كنيسة؟ سوى أننا نعيش فى غابة، مطالباً فى ظل الظروف الراهنة بالتشديد على عمليات التأمين تحسباً لأية احتمالات، خاصة أن عدداً غير قليل من الكنائس غير مؤمّن، وأفراد الحراسة يضعون أسلحتهم فى الدشم وينامون بجوارها. /iframe