صار أقباط قرية دلجا التابعة لمحافظة المنيا تحت الحصار,بعد أن تسبب الفراغ الأمنى فى أنتشار العصابات المسلحة التى فرضت عليهم ما يعرف بأجرة الحماية أو(الجزية المقنعة) , كما صارت نسائهم هدفا سهلا أمام العناصر الأجرامية التى أعتبرتهن سبايا و تفننت فى التحرش بهن بمجرد رؤيتهم فى الشوارع. تحالف البلطجية ضد الأقباط ونسجوا مخططاً جهنمياً جديدا يعتمد على التربح من وراء حماية البلطجية لهم من بطش المتشددين نظير أجرة دورية يتم الأتفاق عليها مسبقا طبقا للحالة الأجتماعية لكل (ضحية).
وقال القس سلوناس لطفى (راعى كنيسة العذراء والأنبا أبرام بدلجا) , في تصريحات خاصة ل"الفجر" :"أن البلطجية فرضوا أتاوات على أقباط القرية تتراوح بين 500 و 50 الف جنيها أسبوعيا نظير حمايتهم من تهديدات الأخوان والسلفيين ومن يمتنع عن الدفع يتم التنكيل به وأقتحام منزلة وطرده منه" .
وأستطرد قائلاً:" لقد أنتشر مناخ البلطجة مؤخرا فى القرية بسبب زيادة تجار السلاح الذين أتخذوا من منازلهم ومخازنهم أوكارا سرية لصناعة السلاح اليدوى وبيع كميات كبيرة منه للراغبين بثمن أقل من سعر السوق ولعل أذناب الأخوان والبلطجية هم الشريحة الأكثر أستهلاكا للسلاح".
وأضاف:" تم أحراق ما يقرب من 60 منزلا ومتجرا مملوكين لأقباط بينما نجت كنيسة واحدة فقط من الأحراق وهى (العذراء والأنبا أبرام) من أجمالى أربعة كنائس فى القرية بسبب مسيرات الأخوان اليومية الغير سلمية والتى يتجاوز أعدادها ال5000 فردا".
وفى ذات السياق أوضح باسم(أحد سكان دلجا) أن الغالبية العظمى للأقباط رضخوا لأستبداد البلطجية ودفعوا لهم أموالا بحجة حمايتهم من الأرهابيين وضرب مثلا بأحد أقباط دلجا ويدعى سمير أنور (تاجر سلع غذائية) دفع لهم 30 الف جنيها وظلوا يحمونه حتى أفلس وباع بضاعته بالكامل ثم تركوه يواجه الجماعات المتشددة بمفردة ,بينما يطلب بلطجية أخرين ما يعرف بثمن السلاح والبارود والذى يتخطى سعره ال50 الف جنيها.
وأشار باسم الى أن بعض الأقاويل تتردد فى القرية حول عدم أمكانية دخول قوات لتأمين الأقباط فى الوقت الراهن خشية من أن ينفذ أنصار المعزول والأخوان تهديداتهم بتصفية الأقباط أو أستخدامهم كدروع بشرية حال دخول القوات ولكن بدأت بعض الحشود المناهضة لثورة 30 يونيو بالتراجع عن أفكارها كما أعلنت عائلة المكارمية عن مناهضة الأخوان أبتداء من يوم السبت من خلال فضحهم من أعلى منصة سيتم نصبها بالجهود الذاتية.
بينما أكد القمص يوسف أيوب ( راعى كنيسة مارى جرجس للأقباط الكاثوليك فى دلجا) أن الأقباط يعانون الأمرين ولا يجدون من يغيتهم ,حيث تتعرض القبطيات الى الوانا من التحرش و الألفاظ الخادشة للحياء من قبل البلطجية والأطفال المتشردة عند خروجهن ودخولهن لأداء الشعائر الدينية داخل الكنيسة وحضور القداسات .
كما لعب البلطجية دور المنقذ لأيهام الأقباط بحمايتهم من تهديدات أنصار المعزول فى حين أنهم متفقين بصورة مسبقة فيما بينهم على أقتسام الغنيمة التى سيتم تحصيلها من الأقباط بعد بيع الوهم لهم.
وأنهى أيوب حديثة بأن ما يقرب من 50 أسرة قبطية غادرت القرية هربا من الجحيم الذى فرضته عليهم الظروف السيئة والأنفلات الأمنى.