دخل كل من الهند والاتحاد الأوروبي مضمار الحرب التجارية التي انحصرت طوال الأشهر الست الأولي من العام الحالي 2018 بين واشنطنوبكين فقط. وأعلنت وزارة التجارة في الهند عبر بيان صدر أمس الأربعاء، أنها حددت منتجات بعض أنواع التفاح واللوز والحمص والعدس والجوز، كواردات ستحمل رسوم جمركية أعلى، وتستورد معظمهم من الولاياتالمتحدة، كما قررت الهند زيادة التعريفات على بعض أنواع منتجات الحديد والصلب. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أمس أيضًا؛ تطبيق تعريفات جمركية على واردات أمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو ما يعادل نحو 3.2 مليار دولار. تلك القرارات الصادرة من الهند والاتحاد الأوروبي صدرت عقب تحدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتلك الدول عبر تطبيق تعريفات على واردات بلاده من الحديد والصلب، إلى جانب اختصاص الصين بتعريفات إضافية. وإن لم يحدد الاتحاد الأوروبي توقيتًا لتفعيل قرارته، فقد حسمت الهند أمرها لاستشعار الخطر المقبل من جانب ترامب. وصرح مسئول رسمي في الهند لوكالة "رويترز"، إنه في الوقت الذي سيتم فيه تفعيل بعض التعريفات بشكل فوري، فإن البعض الآخر سيتم تفعيله بدءا من 4 أغسطس المقبل. الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من بدأت عبر رئيسها دونالد ترامب بإصدار عدد من الإجراءات الجمركية والضريبية، وبالتحديد علي واردات الصين من الالومنيوم والصلب تصل جملتها إلي نحو 60 مليار دولار سنويًا. مع تبادل الاتهامات بين بكينوواشنطن، يبرز السؤال: هل هي بداية لحرب تجارية عالمية أم الأمر سينتهي عند بكين فقط؟ خاصة أن الصين تخطط لفرض رسوم جمركية بقيمة 3 مليارات دولار من وارداتها من البضائع الأمريكية. القرارات الأمريكية صدرت بعد ارتفاع العجز في الميزان التجاري بواشنطن إلي 56 مليار دولار ، مقابل 46 مليار دولار فقط مع تولى ترامب إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. في المقابل، ظلت الصين صاحبة أكبر عجز تجاري مع أمريكا بواقع 347 مليار دولار لصالح بكين، بقيمة تصديرية تصل إلى 462 مليار دولار، من هنا تستهدف واشنطن خفض هذا العجز إلى نحو 100 مليار دولار علي الأقل. وتتضمن قائمة الصادرات الصينية إلى أمريكا كل من منتجات ال"التكنولوجيا والملابس والأدوات المنزلية تامة الصنع والأثاث والمعادن والبلاستيك والورق والنسيج والمواد الكيماوية"، بينما تصدر الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي الصين النفط والغاز وقطع غيار لوسائل النقل وبعض الأغذية. أما عن الوظائف خسرت الولاياتالمتحدةالأمريكية ملايين من الوظائف لصالح الصين منذ انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية بأكثر من مليون و200 ألف وظيفة. المؤشرات كانت تشير إلى أن تلك الحرب التجارية ستنحصر بين بكينوواشنطن خاصة بعد إعفاء الرئيس الأمريكي حلفاؤه الأوروبيين من حلف الناتو وبعض دول أمريكا اللاتينية وحتى كوريا الجنوبية من القرارات، إلا أن تحدي ترامب للجميع فتح القوس لدخول الاتحاد الأوروبي نطاق طموحات ترامب الرامية لتقليص العجز التجاري لدى بلاده. عمليًا ترامب لم يكن الرئيس الأمريكي الأول الذى يفرض ضرائب على الواردات، إذ سبقه قبل 16 عامًا جورج بوش الابن وتحديدًا في العام 2002، الذي فرض رسوم ضريبية بنسبة 30% على واردات الصلب، لتخسر على إثرها أمريكا نحو 200 ألف وظيفة على الأقل في القطاع الصناعي أو أكثر من 195 ألف وظيفة في قطاع الصلب فقط، لكنه تراجع عن القرار بعد أقل من عامين. وما بين بكينواشنطن وتلك القوى التي طالتها أطماع ترامب؛ هناك تحذيرات من صندوق النقد الدولي من خسائر قد يتكبدها الاقتصاد العالمي؛ تصل إلى أكثر من تريليون و300 مليار دولار على الأقل في عام واحد وذلك في حالة نشوب حرب تجارية عالمية على خلفية تلك القرارات.