«عوضى عليك يا رب»، هكذا قالت أمل التميمى محمد، 44 عاماً، وهى تجلس وسط أنقاض محلها فى سوق المنزلة الذى التهمته النيران فى حريق أمس الأول، وبجوارها جيرانها لمواساتها وتخفيف أثر الصدمة التى لحقت بها بعد احتراق بضائعها بالكامل، وقالت: «كل البضاعة نشتريها بالآجل ولا نملك أى مصدر دخل آخر أنا وأولادى الأربعة وزوجى، فكل هذه المحلات إذا كان عددها 80 محلاً فإن 80 أسرة وأكثر يعيشون من مصدر دخل هذه السوق. حل الدمار والخراب على سوق المنزلة التجارية بمحافظة الدقهلية، اختفت ألوان البضائع الزاهية من ملابس ولعب أطفال ومفروشات وأحذية، بعد نشوب حريق هائل دمر 72 محلاً وكُشكاً وأربعة منازل وسبب أضراراً فى بيت حاكم المدينة وفى قصر ثقافة المنزلة، وحل الرماد والدخان مكان البضائع التى احترقت بالكامل دون أن يتمكن أحد من إنقاذها، وفقدت أسر بالكامل مصدر رزقها الوحيد، وأصبح الشباب، حديثو العهد بالتجارة، مهددين بالسجن لأن كل بضائعهم تم شراؤها بالآجل أو بشيكات بنكية، «الوطن» تجولت فى مكان الواقعة للتعرف على ما خلفته من خسائر مادية وآلام إنسانية لدى المتضررين من الحريق. وقال شعبان السيد صالح، «صاحب محل أحذية»، إن ماساً كهربائياً تسبب فى حريق أحد المحلات فى الساعة الحادية عشرة مساءً وتمت السيطرة عليه ولكن النار كانت أسرع من جهودنا، فانتشرت فى السوق واحترقت كل المحلات فى وقت واحد، الساعة 2 صباحاً، ولكن هناك اتهامات بضلوع الإخوان فى تدبير هذا الحادث، بعد أن رفض التجار قبل الحريق بيومين، مرور مسيرة لأنصار المعزول، واشتبكوا معهم وأجبروهم على العودة بعد تفريق مسيرتهم، وقال شعبان: «90 أسرة دمرت حياتهم ويحتاجون إلى حل سريع». وأشار محسن شبارة، 52 سنة، صاحب منزل بالسوق إلى أن النار ارتفعت عشرات الأمتار فى السماء، حتى إنها طالت جميع شبابيك العقار، ذات الستة طوابق، والمواجه لمنزله فى أول السوق حتى هرب منه جميع السكان، والتهمت النار السوق بالكامل فى دقائق وحاول شباب المدينة السيطرة على الحريق لكن دون فائدة وظلوا يحاولون السيطرة عليه حتى وصلت سيارات الإطفاء من المنصورة والتى استغرق وصولها أكثر من ساعتين، لمعاونة سيارة الإطفاء بالمنزلة والتى وصلت بعد وقت قصير من بداية الحريق. وخلال الحريق تهدم جزء من سور بيت حاكم المدينة واشتعلت بعض الأشجار، كما اشتعل قصر ثقافة المنزلة من الخلف واحترقت أجهزة التكييف الموجودة به.