زحام شديد، باعة جائلون غارقون فى أكوام القمامة، حقائب متراصة، مسافرون يتأهبون على الأرصفة، مشاجرة منتهية للتو بين بعض السائقين وصلت إلى حد إطلاق بعض الأعيرة النارية، بعد فرض أحدهم إتاوة على السائقين، الأمر الذى استدعى تدخل أحد المسافرين لإنهاء الخلاف، ولكنه أخفق فى الوصول لحل، خاصة بعد أن قام السائقون بتمزيق ملابس بعضهم البعض، والتلفظ بألفاظ نابية، على مسمع من المسافرين الذين يزدحم بهم موقف المنيب بمحافظة الجيزة. «بوابة الصعيد» كما يحلو لمرتاديه أن يطلقوا عليه، إنه الموقف الذى يعد أكثر المواقف ازدحاماً واستقبالاً للمسافرين إلى صعيد مصر والعائدين منه، على حد وصف أمنية مصطفى -21 سنة- طالبة، التى تضيف «أنا من بنى سويف وبدرس فى القاهرة، وباركب من موقف المنيب كل خميس عشان أقضى أجازة الأسبوع مع أهلى، وأوقات كتير بقابل بلطجية فى الموقف، وده مش جديد، تقريبا بيحصل كل يوم من بعد الثورة، وأهلى فى بنى سويف بيسموا الموقف هنا موقف العفاريت، قصدهم على البلطجية اللى مسيطرين على الموقف». وتواصل قائلة «أنا فى الموقف ده باشوف العجايب، والدنيا هنا سايبة، ما أقدرش أسافر بلدى من الموقف بعد المغرب، البنات هنا بيتعرضوا لكمية تحرش رهيبة، والناس بتخاف تتكلم». «أول يوم دراسة كنت راجع بنى سويف، وشفت بعينى البلطجية والسوابق وهما بيخطفوا بنت جوه الموقف، والحمد لله ولاد الحلال طاردوهم، ولما يئسوا إنهم يهربوا بيها رموها على الطريق، المكان هنا بؤرة للبلطجية وكل الخارجين عن القانون، يا ريت الحكومة تراعينا، احنا عندنا بناتنا وإخواتنا وخايفين عليهم يسافروا لوحدهم»، يتحدث عمر عبدالرحمن،50 سنة، عن الحال داخل موقف المنيب، يشير لفتاة تقف بصحبته «دى بنتى بتدرس فى جامعة الأزهر وكل نهاية شهر أنزل أنا ووالدتها نطمئن عليها وما بنرضاش نخليها تنزل بنى سويف عشان البلطجية اللى موجودين فى الموقف». يدافع أحمد فؤاد، 38 سنة، أحد السائقين بالموقف، عن نفسه وزملائه، فيقول «إحنا سواقين سيارات البيجو التابعة لموقف أسيوط مركز ديروط، بنعانى من الظلم الكبير اللى بيقع علينا، بسبب الظلم فى توزيع الأدوار، وبيتم تقديم عربيات الميكروباص بالقوة على البيجو، رغم قلة عدد المقاعد». يتوقف فؤاد عن الحديث للحظات، ويقول بنبرة حزينة «الأسبوع الماضى اتخطفت شنطة واحدة ست كبيرة، والناس وقفت تتفرج وما فيش حد مسك الحرامى لأنه كان على موتوسيكل، والبلطجى عارف أنه هيسرق ومش هيلاقى شرطة تطارده، وللأسف الأمن غاب، ولازم يرجع ولو بالقوة». «لو طبقوا موضوع الضبطية القضائية فى المواقف برضه مش هايقدروا يعملوا حاجة»، هكذا يبدأ على حسن سليمان ناظر محطة المنيب، كلامه عن قرار الضبطية القضائية الذى أصدره وزير العدل، والذى يمنح الضبطية القضائية ل5 من مديرى مواقف الأجرة، قائلاً «موقف المنيب بيعانى من إهمال جسيم وسوء إدارة، وصلت لحد الفوضى، والباعة الجائلين سيطروا على الموقف، والبلطجية بيفرضوا الإتاوات». اخبار متعلقة «الوطن» ترصد محاولات العائدين «فى آخر لحظة» من قلب العاصمة إلى بلادهم فى العيد «عبود».. غرامات للمخالفين ورفع للتعريفة وتحرش بالجملة المرج.. «مشاجرات» لا تنتهى بين السائقين والموظفين