«شباب كأن الميدان أهله وعنوانه.. لا فى الميدان نسكافيه ولا كابتشينو.. خدوده عرفوا جمال النوم على الأسفلت.. والموت عرفهم أوى وهمّا عارفينه».. كلمات من قصيدة «الميدان» للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى التى خص بها ميدان التحرير وثواره فى ثورة 25 يناير، التى حولت التحرير من ميدان مرور إلى رمز عالمى لميادين التظاهر. 3 أعوام مرت على الميدان وثورته، أصبح بفعل الثورتين، يناير ويونيو، خاوياً من المرور والثوار، أصبح خالياً إلا من رجال الأمن والأسلاك الشائكة لمنع دخول المتظاهرين أياً كانت توجهاتهم السياسية فى ظل حالة الاستقطاب المسيطرة على الشارع المصرى بين شعار «رابعة» المعبر عن الإخوان وأغنية «تسلم الأيادى» المؤيدة للجيش والفريق أول عبدالفتاح السيسى، وهو ما اعتبره د. هيثم الخطيب أحد شباب الثورة إهداراً لقيمة الميدان الحقيقية، فقد أصبح رمزاً للحرية لا للمصريين فقط وإنما للعالم أجمع، ليتحول الميدان بعد 25 يناير إلى مزار سياحى مثل الأهرامات يأتيه السياح ليشاهدوا منبراً يعبّر عن حرية الرأى. الخطيب اعتبر إغلاق ميدان التحرير فى وجه الثوار أمراً مرفوضاً ما دامت مظاهراتهم سلمية، رافضاً وجود الإخوان فى الميدان، مبرراً: «خانوا من فيه فى مواقف كثيرة وذهبوا وراء السلطة والمناصب فلا يستحقون اليوم أن يعودوا للميدان بعد أن فقدوا السلطة لأن الثائر يظل صاحب مبدأ طول الوقت أما الإخوان فبعد أن فقدوا السلطة قرروا العودة للميدان تحت شعار (ثوار أحرار هنكمل المشوار) بعد أن توقف هذا المشوار أكثر من عام سيطر فيه الإخوان على الحكم فى مصر ورفضوا المظاهرات وقتها وقالوا إن التعبير عن الرأى له قنواته المشروعة». جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، اعتبر إغلاق التحرير جزءاً من مصادرة الثورة مثلما فعل مرسى من قبل: «التظاهر حق مكفول للجميع والقواعد العالمية له معروفة من يخالفها يتم التعامل معه بالقانون». بدءاً من يوم عرفات صدر فرمان أمنى بتطويق مداخل ومخارج ميدانى التحرير وعبدالمنعم رياض ومنع دخول المواطنين إليهما، إخلاء التحرير من المحتفلين والباعة الجائلين يحول دون استضافته احتفالات عيد الأضحى لأول مرة، فى حين يشهد الميدان التاريخى ومنطقة وسط البلد إقبالاً غفيراً للمواطنين فى أيام الأعياد.. لا سيما بعد 25 يناير 2011 وارتباط الذاكرة الوطنية للمواطن بميدان الثورة. منطقة التحرير المغلقة بإرادة أمنية تمثل لأبناء وسكان العاصمة أبرز بوابات الدخول إلى منطقة وسط البلد وأهم منتزه عام، فضلاً عن كونها مركزاً تجارياً قبل تحولها لمعلَم ثورى يشرح صدور المحتفلين ويُشبع فضول الزائرين. مركبات قوات الأمن يخلفها فراغ مكانى.. يقول عنها اللواء هانى عبداللطيف -المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية- إن غلق ميدان التحرير جاء حفاظاً على المواطنين من الأعمال الإرهابية المحتملة فى أوقات الزحام.