قررت كلية الهندسة بشبين الكوم بجامعة المنوفية، مساء أمس، منع التظاهر داخل الحرم الجامعى؛ نظرا لما شهدته الجامعات المصرية من اشتباكات بين الطلاب، خاصة المنتمين لتنظيم الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، ومعارضيهم، منذ بدء الدراسة، التى أسفرت عن إصابة العديد من الطلاب، وأعلنت الكلية فى قرارها «تطبيق مواد قانون تنظيم الجامعات والتحويل للتحقيق ومجالس التأديب، بدءاً من المادة 123 حتى 129 على الطالب المخالف». من جهته، أعلن اتحاد طلاب كلية هندسة شبين الكوم رفضه التام لقرار الكلية بمنع التظاهر، موضحاً أنه من حق أى طالب التعبير عن رأيه بحرية ما دام لا يخل بسير العملية التعليمية ولا يتنافى مع الآداب العامة. وأكد الاتحاد، فى بيان أمس، أن أى محاولة للتعدى على الحقوق المشروعة لأى طالب بمثابة التعدى على جميع الطلاب بما فيهم الهيئة المنتخبة المتمثلة فى الاتحاد، مشيراً إلى أنه من حق مجلس الاتحاد التصعيد بالشكل المناسب فى حالة التعدى على حقوق الطلاب. من جانبه، أكد الدكتور محمد كمال، المتحدث الرسمى باسم مؤتمر 31 مارس، أن الجامعات تسمح للطلاب بالتظاهر داخل الحرم تجاوزاً، ليعبروا عن رأيهم، لافتاً إلى أن الجامعة لم توجد فى الأساس من أجل ممارسة العمل السياسى، وأنه عندما يسىء البعض استخدام الحرية فلا بد من حماية الآخرين منه. وقال إن التظاهر داخل الجامعات إذا تم من خلال وقفات صامتة ورفع لافتات قد يحد من حدوث فوضى واشتباكات، لكن فى حالة استمرار ما يحدث ووقوع قتلى ومصابين فيجب منع التظاهر نهائياً وإغلاق الجامعة إن لزم الأمر، مضيفاً: لم يطبق قانون الجامعات ضد أى طالب منذ بدء العام الدراسى بالرغم من وقوع الاشتباكات بين الطلاب وحالات التعدى على الأساتذة والمسئولين، ما يعد تخاذلا وضعفا من قبل المسئولين. وأشار «كمال» إلى أن الأمن الإدارى لا قيمة له على الإطلاق، حتى إن مُنح حق الضبطية القضائية، وأنه لا يوجد بديل عن وجود الداخلية بالجامعات، إما عن طريق عودة الحرس الجامعى لحماية المنشآت والأفراد دون التدخل فى أى شأن آخر، أو عن طريق وجود قوة ثابتة من الأمن المركزى بجوار كل جامعة لمساعدة الأمن الإدارى فى حالة وقوع فوضى أو اشتباكات، على ألا يسمح للقوات بدخول الجامعة إلا بطلب من رئيس الجامعة. فيما أكد الدكتور ياقوت السنوسى، منسق القوى الوطنية الثورية بالجامعات، أن قرار منع التظاهرات ببعض الجامعات وتحويل الطلاب المتظاهرين لمجالس تأديب هو محاولة لضبط الإيقاع ومنع الاشتباك بين الطلاب، وحتى لا يتم تحويل الحرم الجامعى إلى ساحات حرب، مشيراً إلى أن طلاب الإخوان يسعون إلى إثارة الفوضى بالجامعات؛ نظرا لأنها بيئة خصبة لذلك. وأضاف «السنوسى» ل«الوطن» أن مثل هذا القرار يعمل على ضبط الأمن وليس لتكميم الأفواه وكبت الحريات، لافتا إلى ضرورة إيجاد آليات سريعة للحد من الاشتباكات والمناوشات السياسية بين الطلاب. وأشار إلى أن الجامعات لن تستطيع استغلال الاشتباكات بين الطلاب لعودة الحرس الجامعى، قائلا: «الحرس الجامعى مرفوض من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وجاهدنا مرارا لإلغاء الحرس الجامعى ولا رجعة للوراء». فى نفس السياق، قال الدكتور يحيى القزاز، عضو حركة 9 مارس بجامعة حلوان: إن صدور قرارات لمنع التظاهر بالجامعات غير سليم، ويعمل على مزيد من الاحتقان بين مختلف الشرائح الطلابية، مشيرا إلى أن الوعى السياسى لهؤلاء الطلاب لم ينضج بعدُ، وإقصاءهم وتهديدهم بالتحويل لمجالس تأديب يخلق منهم «إرهابيين»، مضيفا أن على الجامعات اتخاذ طرق أفضل لإثبات أنها ليست ضد هؤلاء الطلاب، ولكن ضد أفكار سوداء لفصيل معين يضر بمصلحة الوطن. وأوضح «القزاز» ضرورة التعامل مع الحدث فى سياقه الطبيعى والتصدى لأى أعمال شغب أو عنف من خلال قانون تنظيم الجامعات، مؤكدا أنه لا بد من المواجهة ولكن لا يجوز منع التظاهر، وبدلا من منعه يتم تفعيل قانون الطوارئ داخل وخارج الجامعة للحد من البلطجة والشغب. فيما أشار محمد سرحان، عضو حزب الدستور بجامعة عين شمس، إلى أن ثورة 25 يناير قامت من أجل مواجهة تكميم الأفواه، مشيرا إلى أن حق التظاهر السلمى مكفول لجميع الطلاب بمختلف انتماءاتهم السياسية، مطالبا فى الوقت ذاته رؤساء الجامعات بمواجهة إثارة الشغب بالطرق القانونية، وأكد أن الجامعة حياة كاملة وليست للتعليم فقط، مشيرا إلى أنها تخلق مواطنا فعالا فى المجتمع يكون قادرا على اتخاذ القرار. وأوضح مؤمن سليم، عضو جبهة الشباب الليبرالى بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أنه يرفض ممارسات طلاب الإخوان الذين يعتدون على منشآت الجامعة وزملائهم من الحركات السياسية المختلفة، لافتا إلى رفضه محاولاتهم عرقلة خارطة طريق المستقبل الذى وضعها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع. فى المقابل، أكد الدكتور أشرف حاتم، أمين المجلس الأعلى للجامعات، رفضه لقرار منع التظاهر فى الجامعات، مشيرا إلى أن حق التظاهر السلمى مكفول للجميع دون تعطيل سير العملية التعليمية، مشددا على أنه لا يمكن السماح لأى فصيل سياسى بإثارة الفوضى فى الجامعات. وقال الدكتور حسين عيسى، رئيس جامعة عين شمس، إن قرار منع التظاهرات بالجامعات غير موفق، لافتا إلى أن حق التظاهر السلمى مكفول لجميع الطلاب، مضيفا أن أعمال الشغب والعنف التى يرتكبها الطلاب المتظاهرون بالجامعات يتم التصدى لها من خلال تطبيق القانون والتحويل لمجالس تأديب.