أوراقهم تحكي | قصة كذب أنيس منصور على "النبي" من أجل محمد علي كلاي

حيل عديدة يلجأ لها الصحفيون لإجراء حوارات صحفية مع شخصيات مهمة، لكن الحيلة التي لجأ إليها الكاتب والأديب المصري أنيس منصور، فريدة من نوعها، فأمام إصرار محمد علي كلاي أسطورة الملاكمة، على رفض إجراء حوار تليفزيوني معه، كانت كذبة اخترعها الأخير، سببًا في إقناع الملاكم العالمي.
أنيس منصور يقنع "كلاي" أن قادة عرب على رأسهم عبدالناصر ينتظر مشاهدة حواره
وتوفى الكاتب والفيلسوف والأديب المصري، أنيس منصور، في 21 أكتوبر عام 2011، تاركًا العشرات من الكتب، التي تعج بالمواقف الطريفة في حياته، أبرز تلك المواقف، هي تلك التي رواها في كتابه "الكبار يضحكون أيضًا".
يقول أنيس في كتابه: "أما أصعب مهمة تليفزيونية فهي التي فاجأني بها الدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام، (آنذاك) قال لي: "محمد علي كلاي موجود في مصر في هيلتون عاوزك تجري حوارًا معه".
يضيف منصور: "أنا لا أعرف شيئًا في الرياضة ولا الفرق بين الملاكمة والمصارعة، وإذا عرفت فما الذي أقوله لملك ملوك الملاكمة في الدنيا.. لقد سبقتني الكاميرا في جناح محمد علي كلاي.. سألت عنه، وكنا في رمضان، فقالوا إنه يسلي صيامه بركوب الخيل عند الهرم".

أنيس منصور يقنع "كلاي" أن قادة عرب على رأسهم عبدالناصر ينتظر مشاهدة حوارهويتابع: "انتظرت وجاء محمد علي كلاي مرهقًا، وألقى بنفسه على السرير، وراحوا يخلعون ملابسه لنرى جسمًا بديعًا متناسقًا، ثم قاموا بتدليكه وتدليله، وبعد نصف ساعة، اقتربت منه وعرضت الفكرة فرفضها فورًا، طبعًا هو قد اعتاد على الكاميرات ولكن بفلوس، وحاولت ورفض، ولم أجد إلا طلبًا متواضعًا، فقلت له: أوكي.. إذن تقف أمام الكاميرا وتكشف ذراعك لتظهر عضلاتك".

واستطرد: "كأني كفرت فالملاكم ليست له عضلات وإلا كانت تعوق مرونته وخفته فقال غاضبًا ومعه حق، مبتعدًا: أنت فاكرني شيال؟!".

يروي أنيس منصور: "انتهى الأمر فلا تسجيل! وقد فشلت في مهمتي تمامًا"، قبل أن تتجلى في ذهنه حيلة: "ثم اقتربت منه وقلت له اسمع يا محمد.. على كيفك أنت فنان عظيم ولا يستطيع أحد أن يرغمك على شيء، ولكن عندنا مشكلة فأنت فخر المسلمين وقد جاء كل ملوك وأمراء الأمة الإسلامية يتقدمهم الرئيس عبدالناصر وهم الآن في انتظارك في الاستوديو وأنت حر..
موقف محرج تعرض له "كلاي" وأنيس يلجأ لكذبة جديدة
ولكن يجب أن تتصور حجم الصدمة والإهانة التي تسببها لهؤلاء العظماء ممثلي الأمة الإسلامية التي عددها ألف مليون حول الأرض".

وتابع: "وافق وذهب إلى التليفزيون وحشدنا له أكبر عدد من الموظفين والسعاة يجلسون في الظلام، وهو وحده في النور يسمعهم ولا يراهم.. وقفزت مشكلة خطيرة إنه يريد أن يذهب إلى دورة المياه، ووجدنا جميع دورات المياه مغلقة، إلا دورة مياه في مكتب رئيس التليفزيون المرحوم محمد أمين حماد، ولم يحضر في ذلك اليوم، أما دورات المياه فقد أغلقوها".
موقف محرج تعرض له "كلاي" وأنيس يلجأ لكذبة جديدة لكن أنيس منصور تغلب على هذه الأزمة بكذبة أخرى: "بسرعة قلت له: اسمع يا محمد أنا نسيت أن أقول لك.. إن هناك حديثًا نبويًا شريفًا يقول: إن المسلم لا يدخل دورة المياه إلا بعد الإفطار!! فليسامحني الله على هذه الكذبة".
وأردف أنيس: "دخل الأستوديو وصفق له الجمهور الذي لا يراه.. ودار حوار ضاحك بديع وبسرعة انطلق محمد علي كلاي من التليفزيون وراح يجري إلى هيلتون إلى دورة المياه.. وعرفت فيما بعد أنه لم ينتظر المصعد في الفندق وإنما قفز على السلالم حتى الدور الحادي عشر".