"لو كان الأوليمبياد مسابقة خاصة بالعنصرية لحققنا مركز متقدم في ظني".. تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، تنتقد الهجوم الذي تعرضت له لاعبة الجودو السعودية وجدان شهرخاني، التي لم تتعد ال 16 من عمرها، لمشاركتها في دورة الألعاب الأوليمبية بغطاء للرأس لا يشبه الحجاب نهائيا. اختلف الكثيرون في موقفهم منها، فما بين مؤيد ومعارض، خرج البعض يكيلون لها السباب والانتقادات اللاذعة، التي لا تتناسب على الإطلاق مع سنها، ومع هذا، يظل البعض يؤكد على أنها امتحان للشجاعة واثبات الذات ومحاربة السلطة العنصرية رغم كل شيء، فحتى مع خسارتها، مثلت شهرخاني تحدٍ جديد لبلادها. "الكل أجمع على خسارتك قبل مشاركتك وهذا منطقي، ولكن تأكدي من أن أصحاب العقول أجمعوا على انتصارك على قيود وعوائق وتخلف مجتمعي، فهنيئا لكِ"، تغريدة أخرى من "بندر منيف"، الذي يؤكد أن شهرخاني مثلت تحدٍ بالفعل، فقد تغلبت على عوائق وصفها كثيرون بالعنصرية، في حين أن "أبو أنس اللويحق"، يتهكم عليها معتبرا أن خلعها للحجاب وارتدائها غطاء للرأس، فيقول: "جديد الأسواق.. حجاب على مذهب الرئاسة العامة لرعاية الشباب". وجدان شهرخاني، أول لاعبة سعودية في الأوليمبياد، وأول لاعبة محجبة على الإطلاق في تاريخ الدورة الأوليمبية. اضطرت اللجنة الأوليمبية بسببها لمراجعة قوانين لعبة الجودو في مناقشات استمرت طويلا بين الأوليمبية الدولية ونظيرتها السعودية والاتحاد الدولي للجودو، لينتهي الأمر أخيرا بالسماح بارتداء غطاء خاصا للراس يتناسب وتقاليد اللاعبة. وسط تصفيق حار من الحضور، ودموعها التي انهمرت بين ذراعي والديها بعد خسارتها، اختلف السعوديون على "تويتر" في التعامل مع الموقف، تارة تجد من يدعو لتكريمها ووالدها لشجاعته بعد دعمه لابنته وإصراره على المشاركة رغم ما نالها من سباب وسوء لفظ ومعاملة، مثل معتز الحميد، الذي كتب: "أيها المرجفون ألا يكفيكم فخرا أنها لم تتخل عن حجابها، بل أجبرت الجميع على احترام دينها عندما سمحوا لها بالمشاركة بالحجاب". وتارة أخرى تجد من يكيل لها أقذع السباب، فيقول "إنكريديبل عزوز": "لا للعنصرية، ولكن واحدة صايعة في أمريكا ما تتكلم عربي.. والثانية مادري في أي دولة تعلمت الجودو، حجابهم كذب وافتراء! لا يمثلن السعوديات". دقيقة و22 ثانية، هي كل الوقت الذي استلزمه الأمر لمغادرة أول رياضية سعودية لندن، بعد خسارتها أمام منافستها ميليسا موخيكا من بورتوريكو، في مباراة الجودو لوزن 78 كيلوجرام. آخرون انتقدوا طريقة تعامل السلطات السعودية مع من يسب شهرخاني، فنشر أحد السعوديون رابط لخبر على صحيفة الجارديان البريطانية، مفاده أن السلطات البريطانية اعتقلت مشجعين وجهوا السباب لأحد السباحين، متسائلين عن نية السلطات السعودية في التعامل مع هؤلاء الذين يسبوا شهرخاني.