اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أن المظاهرات التي خرجت احتجاجا على رفع الدعم عن أسعار الوقود الشهر الماضي، تندرج في إطار مساعٍ ترمي للإطاحة بنظامه. وقال البشير في خطاب متلفز ألقاه في شرق البلاد اليوم: "بعد إعلان آخر القرارات الاقتصادية، قالوا إنها فرصة لإزاحة أنغاز"، في إشارة إلى الاسم الذي يُطلق رسميا على الانقلاب الذي تولى به الحكم عام 1989، دون أن يوضح عمن يتحدث عندما يقول "هم". وأضاف: "جمعوا العملاء والحرامية وقطاع الطرق لإسقاط الخرطوم، لكن الخرطوم يحميها الله وبداخلها رجال". وخرجت مظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط النظام في 23 سبتمبر، بعد قرار الحكومة رفع الدعم عن أسعار الوقود، في حركة احتجاج غير مسبوقة منذ تولي البشير الحكم، غير أن حدة المظاهرات تراجعت خلال الأيام الأخيرة. وقبل ذلك، تحدث البشير عن "مؤامرات" مرتبطة بالتظاهرات. وأكد وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد، أن الأعمال "الإجرامية" التي ارتكبها "مجرمون" أثناء المظاهرات، لها علاقة بالخارج. وقال البشير: "يخيفوننا بأن أمريكا تزيل الحكومات، والحكم لا ينزعه إلا الله، ويخيفوننا بأن أمريكا تمتلك أسلحة فتاكة، ونحن نؤمن بأن الذي يقتل هو الله". واعتبر مركز الدراسات الإفريقي للعدالة والسلام، المنظمة غير الحكومية لحقوق الإنسان، أن أكثر من 800 شخص اعتقلوا خلال تلك المظاهرات، بمن فيهم عناصر من أحزاب معارضة، لكن السلطات قالت أمس إنها أفرجت عن معظمهم. وقالت منظمة العفو الدولية إن أكثر من 200 شخص قُتلوا خلال المظاهرات. ومن جانبها، نقلت وسائل الإعلام اليوم عن والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر، أن الحصيلة تتراوح بين 60 إلى 70 قتيلا، بينما تحدثت الحصيلة الرسمية السابقة عن سقوط 34 قتيلا، وأكدت السلطات أنها اضطرت للتدخل عندما هاجمت الحشود محطات بنزين ومراكز شرطة. ومن جانب آخر، أعلن البشير أن الحكومة ستعقد مؤتمرا اقتصاديا الشهر المقبل، في إطار المساعي الرامية لاستقرار البلاد، مضيفا: "سنأتي بخبراء لإيجاد حلول". ويدخل رفع الدعم عن الأسعار ضمن برنامج الاستقرار الاقتصادي المتعثر بسبب استقلال جنوب السودان عام 2011، ما أفقد الخرطوم مليارات الدولارات من الموارد النفطية.