غضب بالفيوم بسبب "كلبش 2".. وبرلماني: "هيأثر على الاستثمار"

أثارت حلقات مسلسل "كلبش 2"، والذي يعرض على قناة الحياة، في شهر رمضان المبارك، حالة من الجدل والسخط بين أبناء محافظة الفيوم، بعد أن أظهر صورة مركز يوسف الصديق، على أنه منبع للإرهاب، وتعرض رجال الشرطة لأعمال إرهابية، به على طريقة "داعشية".
وتداول عدد من الشباب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، انتقادات لاذعة لمخرج المسلسل الدرامي، على تشويه صورة الفيوم وأبنائها أمام العالم، وطالب "م. أ"، على حسابه الشخصي، شباب المحافظة، برفع دعوى قضائية ضد القائمين على المسلسل.
وقال الدكتور أحمد برعي، القيادي بحزب الوفد بالفيوم، من أبناء مركز سنورس، ل"الوطن"، اليوم، "لا بد ألا نتجاهل الواقع بأن الفيوم تعاني من مشاكل اجتماعية وثقافية واقتصادية، وهي تدنت بالفيوم لمستوى كبير على جميع المستويات، وأدى ذلك إلى تأثير سلبي على المحافظة، وهي كانت أكثر المحافظات التي تعطي أصواتها لجماعة "الإخوان"، وظهر منها الكثير من الإرهابيين المتورطين في الحوادث الإرهابية، وآخرها مفجر الكنيسة الأخيرة، وكان من مركز سنوررس.
وأضاف القيادي الوفدي، لكن على الجانب الآخر، "لا يمكن أن نغفل أن الفيوم، قدمت الكثير من الشهداء في الحرب ضد الإرهاب، ومنها في سيناء، وتناول الدراما المحافظة بهذا الشكل السلبي، سلاح ذو حدين، فإذا كانت صورة الفيوم بهذا الشكل في كل الحلقات فهو ظلم للفيوم ويلقى بأثر سلبي على المحافظة من حيث الاستثمار في السنوات المقبلة، أما إذا الحلقات المقبلة تتناول كيفية معالجة ذلك، سيكون الأمر مختلفا.
أما الشاعر عصام الزهيري، عضو نادي الأدب بالفيوم، والكاتب الصحفي، من أبناء الفيوم، فيقول: يعتمد المسلسل منذ جزئه الأول على شخصية إشكالية، ومركبة الدوافع نفسيا وذهنيا ومثيرة للجدل من جهة واقعية المواقف الدرامية التي تمر بها، وهي شخصية ضابط شرطة فرد لكنه بطل تراجيدي يتحدى مشكلات وأزمات مجتمعه بكاملها كما لو كان يعاني منها بمفرده، أو أنه الوحيد الذي نجا منها بلا عيوب، مما يجعله في موقع القاضي الذي يحاكم جرائم مجتمعه دون انتظار لحكم القانون.
وأضاف الشاعر عصام الزهيري: "من هنا يصبح دالا ما ورد في حوار المشاهد الأولى من مسلسل كلبش حول خوف أهل الفيوم الفقراء البسطاء الغلابة من مواجهة الإرهاب لأنهم - كما قيل- يؤثرون السلامة، والأزمة الواضحة أن المؤلف يضطر في سبيل إحكام أحداث مسلسله دراميا أن يشوه الواقع، ويتعمد التسطيح، ومخالفة البديهيات والحقائق، فلو كان المصريون في الفيوم أو غيرها مرعوبون من الإرهاب في مجملهم لما تمكنت الشرطة والجيش المصريين من هزيمته أبدا.
وتابع عصام الزهيري، قائلا: مشكلة المسلسل أنه متأثر إلى حد بعيد بطريقة السينما الأمريكية في صياغة ملامح الأبطال المتفردين الذين يحملون على كاهلهم مهام كونية وأعباء مواجهة أزمات الوجود بمفردهم، وبما لا يمكن لإنسان فرد واقعي أن يكون كذلك، وليظل البطل بطلا لابد من أن يظهر الآخرون كما لو كانوا مجرد كومبارس، ولتمجيد بطولة البطل، لابد من إدانة الجميع بسذاجة شديدة وبالمخالفة لأبسط بديهيات العقل، ولو أثار ذلك أشد السخرية وقضى على جدية العمل، فرغم أن الأحداث تدور من خلال ضابط يعمل في يوسف الصديق - وهو مركز من مراكز الفيوم - يصور المسلسل حادث هجوم على كمين للشرطة لم يقع مثيل له في الفيوم من قبل، ولم يقع مثيل له في أي مكان في مصر خارج سيناء.
وأضاف عصام الزهيري، ليس هذا لأن الإرهاب في الفيوم ومصر أقل خطرا، ولكن لأنه يستحيل لإرهابي يتخفى في مدننا المصرية أن يقوم بأعمال من نفس النوع، فيخرج ملثما على ظهر سيارة دفع رباعي تحمل رشاشا، وأبعد من هذا تجاهل صناع المسلسل كل ما يتصل بالبيئة التي يزعمون أنهم يحكون عنها، فلا أهل الفيوم - كما يفترض - يتكلمون بلهجة أهل الفيوم، ولا رجال قبائلها يتحدثون حديث بدو الفيوم، لكنهم يتداولون من قبيل الاستسهال اللهجة الصعيدية المألوفة في كل مسلسلات الصعيد، وهي لهجة لا تقل غرابتها في آذان أهل الفيوم عن غرابتها على آذان القاهريين.
وقال عصام الزهيري، "في الواقع لا أرى أي داع لغضب أبناء محافظة الفيوم، من المسلسل لأنه يقدمهم كما لو كانوا كلهم إرهابيين، فالمسلسل لم يقدم أهل الفيوم أصلا، لكنه قدم كومبارس ملائمين لنفسية وذهنية بطله الأسطوري وغير الواقعي".
وقال المهندس ربيع أبو لطيعة، عضو مجلس النواب، عن دائرة مراكز أبشواي، ويوسف الصديق، والشواشنة، "تابعت الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، وسأشاهد الحلقات اليوم، ولو كانت هناك أي إساءة للفيوم، سوف أتقدم بطلب إحاطة لمجلس النواب، والفيوم ليست إرهابية، وأثبتت أنها وطنية تماما خلال الفترة، ولما صدقنا غيرنا الصورة الذهنية لدى الناس عن المحافظة، لدعم الاستثمار والتنمية فيها، وإذا وجدت في باقي حلقات المسلسل إساءة بالغة سأتقدم بطلب لرئيس الوزراء بوقف المسلسل".