سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«فهمى»: مبدأ التصالح مع الإخوان «مرفوض».. ويجب محاسبتهم على جرائمهم المدير الإقليمى للفروع الخارجية للبنك العقارى المصرى العربى: الدعم العربى يعيد مفهوم «القومية العربية» من جديد
أكد ماجد فهمى «المدير الإقليمى للفروع الخارجية للبنك العقارى المصرى العربى ومقره الأردن» أنه يرفض ما يروج له البعض من التصالح مع الإخوان المسلمين، مؤكداً أنه لا يمكن التصالح مع من أجرم منهم ويجب أن تقوم الدولة بإعداد برامج تعليمية وثقافية لتجنب الانحراف الفكرى للمواطنين مستقبلاً. وأكد أنه تجرى حالياً عملية إعادة هيكلة مالية وفنية شاملة لفروع مصرفه، وفقاً لخارطة طريق أعدها وقدمها لمجلس إدارة البنك فورَ توليه منصبه قبل شهور قليلة، ليبدأ عملية استعادة الفروع الغارقة فى خسائر لفترة طويلة، مؤكداً أن عجز المخصصات يبلغ 90 مليون جنيه تقريباً، ويجرى العملُ على تغطيته. وإلى نص الحوار.. ■ من وجهة نظرك.. ما مدى أهمية الدعم العربى بعد 30 يونيو؟ - دعم الدول العربية هو دعم سياسى؛ أهم من كونه اقتصادياً، بغض النظر عن مبلغ الدعم، وموقف السعودية والإمارات والدول العربية بهذا الدعم فى منتهى الأهمية، لا سيما أنه جاء فى توقيت مناسب، وهو بمنزلة وقفة مع شعب مصر نحتاجها فى هذا التوقيت؛ لكى نرد على بلاد كثيرة ومؤامرات عديدة وخطيرة تُحاك ضدنا.. فعلى الجميع أن يعيد حساباته من جديد. ■ كيف ترى المستقبل الاقتصادى فى ظل الأوضاع السياسية الحالية؟ - نتكلم عن الحاضر والمستقبل القريب.. الاقتصاد قاطرة لوضع سياسى، ومعلوم أن الوضع السياسى ينعكس بشدة على الوضع الاقتصادى، أى إنه فى حالة الاستقرار السياسى تحدث طفرة اقتصادية؛ لأن هناك علاقة طردية بينهما. ■ وهل تمتلك مصر مقومات اقتصادية تساعدها على عبور النفق المظلم؟ - مصر غنية وليست فقيرة، ويُعرف ذلك من مواردها، ولديها مقومات سياحية وموقع جغرافى وأرض صالحة للزراعة، وعنصر بشرى مهم جداً، كما تمتلك أكبر سوق فى الشرق الأوسط، وعند الإعلان عن أى مشروعات فإن المستثمر هو مَن يأتى؛ لأن مصر سوق كبيرة، ولديها كل مقومات الاستثمار المهمة. وفيما مضى لم يكن هناك أمن أو وضع سياسى مستقر، والاقتصاد يتطلب كليهما، فضلاً عن الإدارة، حيث تحتاج الدولة إلى جهاز إدارى.. وأعتقد أنه فى القريب العاجل سيتم ذلك؛ لأن المصريين عرَفوا مصيرهم ومستقبلهم ومصلحتهم. ■ وكيف يتحقق ذلك من وجهة نظرك؟ - كل المقومات بتقول هناك مؤامرات؛ وما زالت موجودة، وهناك دول تتآمر علينا، ولكنْ مع تحقيق الاستقرار السياسى، ووضع دستور جيد، وانتخاب رئيس جمهورية، ومجلس شعب، وحالة التآلف اللى كنا عليها فسنتقدم.. محتاجين هدف ومشروع قومى نتكاتف حوله، والمصريين النهارده بيعلّموا العالم ويعطوا دروساً للدنيا كلها»، ونتوقع عودة الاقتصاد -إن شاء الله- بشكل جيد؛ لأن المقومات كلها توفرت.. فالسياحة والاستثمارات سينتعشان قريباً جداً، ومع الإدارة الجيدة فى يوم من الأيام ستصبح مصر من أقوى اقتصاديات المنطقة. ■ هل يمكن للحكومة الحالية أن تتبنى خطة أو مشروعاً قومياً يلتف حوله المصريون؟ - الحكومة الحالية «انتقالية».. ويجب أولاً أن نسير فى خارطة الطريق.. «دستور صح نتفق عليه كلنا ودى أهم حاجة».. فهو يضع أسساً سليمة لإدارة المرحلة المقبلة من مجلس شعب ورئيس دولة منتخبين، وحكومة جديدة تضع خططاً على المدى القصير والطويل الأجل.. أما الحكومة الحالية فتحمل عبئاً ثقيلاً لتدير المرحلة الانتقالية، وليس مطلوباً منها أن تضع خططاً طويلة الأجل. ■ فكرة «التصالح» مع مَن تنظر لهم جهات الأمن على أنهم يقومون بعمليات إرهابية وتخريبية.. هل يصح أم لا؟ وهل يؤدى هذا لنتائج سليمة؟ وهل نستطيع بناء مجتمع مستقر؟ وكيف نتعامل مع هذا الملف؟ - لا يوجد تصالح مع مَن ارتكب جرائم، وقتل، وهناك دماء سالت وتسيل، إلى جانب التآمر الواضح على الدولة.. ففكرة التصالح مع متآمرين وقتلة لا تصح؛ لأن ذلك يستفز المصريين، ولن يسمحوا بذلك.. فمَن فقدوا أبناءهم شهداء هل سيتصالحون مع قتلة أبنائهم؟! بالإضافة إلى أن كل فئات المجتمع تضررت مما حدث وعانت كثيراً.. والفترة التى مضت حدثت فيها معاناة وتضرر للشعب كله، واستاء مما حدث، إضافة إلى أن الاقتصاد عانى وتكبّد الكثير، والشعب أيضاً.. هى ثورة شعب دفع ثمنها دَماً وعدمَ استقرار. أيضاً نقطة أخرى.. هى أن الإخوان ليست لديهم نية للتصالح، وتصرفاتهم تثبت ذلك، وفكرة التصالح لا تَصْلُحُ نهائياً حتى تنتهى كل الأحداث، وتتم محاسبة المخطئين. «فى النهاية الناس دى لازم تتحاسب، المنطق والعرف والدين وكل شىء يفرض محاسبة المخطئين». ■ هل الدولة لها دور فى إنهاء الأزمة الحالية وإعادة الأمور إلى نصابها؟ - مجابهة الإخوان أو أى «فكر متطرف» ليست مواجهة أمنية فقط، وهى آخر سبيل يُتبع، ومستقبل مصر يحتاج إلى «تعليم وثقافة وإعلام»، وأشير هنا إلى أن الأزهر لا بد أن يلعب دوراً كبيراً فى الفترة المقبلة؛ لتقويم هذا الفكر المريض الذى يسير فى مسار خاطئ. والدولة لديها مهمة كبرى للتخاطب عقلانياً وذهنياً مع مؤيدى المعزول «مرسى»؛ لأنه من الواضح «معمول لهم غسيل مخ». ■ وماذا عن التوتر فى العلاقات الخارجية بين مصر وأمريكا مؤخراً نتيجة لمواقف «أوباما» وحكومته المتذبذبة تجاه الأزمة المصرية الأخيرة؟ - من وجهة نظرى.. «أوباما» وإدارته وحزبه أرادوا أن يسجلوا أسماءهم فى التاريخ بحل مشكلة فلسطين و«إسرائيل» على حساب مصر، عن طريق أخذ جزء من مصر، وحل المشكلة بهذه الطريقة! وكان الإخوان الأداةَ التى ستساعدهم فى تحقيق ذلك، وكان لا بد أن ترى هذا الموقف المرتبك والمتخبط، إضافة إلى الاتحاد الأوروبى الذى هو حليفٌ للأمريكان، وكل ذلك سقط. يعنى كان الحل يكمن فى منحهم «على طبق من فضة» لحل الأزمة الأزلية للشرق الأوسط جزءاً من شمال سيناءللفلسطينيين لتسكينهم، والمصريون يدفعون ثمن ذلك، لكن -والحمد لله- كل هذه الخطط وما تم إنفاقه عليها سقط.