من حنان متبادل بين أسدين إلى شراسة في التهام الفريسة، لحظة براءة من شبل صغير فوق جزع شجرة، وسرعة البقر الوحشي في هجرته، جميعها صور تظهر الحياة البرية وخشونتها بحديقة الحيوان المفتوحة "مساي مارا". من خلال "ديفيد لويد" المصور الأشهر في الحياة البرية، والحائز على جائزة "مصور الطبيعة"، تتنقل الحياة البرية اليومية في "مساي مارا" بكينيا إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية المذهلة التي تظهر الأسود الجائعة أثناء التقاطها لفرائسها والفهد الذي يقفز أعلى سيارة والطيور الجارحة التي تحلق فوق قطيع من الحيوانات البرية. من المقرر أن تعرض تلك الصور في معرض أركيد بول تحت عنوان "البرونز، الأسود والأبيض"، بدار الأوبرا الملكية بإنجلترا. غزال على بعد ثانية واحدة من الموت، يلتقط لها لويد، صورة بين فهدين يستعدان للانقضاض عليها، ومظهر مرعب آخر لأسدين يتشاجران في ضراوة، هي نفسها موضوع صورة أخرى لأسد يفتك بفريسته تلتقط أنفاسها الأخيرة أثناء حمله لها بين فكيه من رقبتها. لم تكن الشراسة عنوان صور لويد الوحيدة، بل كانت الحميمية أيضا، فقد ظهرت زرافة تخرج لسانها عقب اتمام طعامها، واثنين من الحمر الوحشي يقفان جنبًا إلى جنب في استمالة عاطفية ظاهرة، إضافة إلى صورة بورتريه لجاموس وحشي يبدو وكأنه يخرج من جنبات الظلام. ولعل أكثر الصور تعبيرًا هي ما أسماها لويد "احتضان الريح" يظهر فيها أسد يزأر بشدة في الهواء الطلق، وهي التي تسببت في حصوله على جائزة سميث رايس آوورد لأفضل صورة برية، ومن أجمل الصور التعبيرية أيضًا احتضان تمساح لجاموس وحشي بواسطة أنيابه، ومحاولة إغراقها ليستمتع بوجبة دسمة بمفرده ليلا.