التقى المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بعُمد ومشايخ قبائل الصعيد ومحافظي "أسيوط، بني سويف، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، المنيا، سوهاج، قنا، الفيوم"، بحضور كلٍ من سكينة فؤاد مستشار الرئيس لشؤون المرأة والأسرة، وأحمد المسلماني المستشار الإعلامي. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، إن منصور استهل اللقاء بالإشارة إلى أن الصعيد هُمش كثيرا، وأن الدولة لم تقم بواجباتها التنموية تجاهه، وأنه آن الآوان لبدء تنمية حقيقية في محافظات صعيد مصر ولاسيما على مستوى البنية التحتية ومجالي الصحة والتعليم. كما أعرب منصور عن حرصه على التعرف من أبناء الصعيد على ما يواجهونه من مشكلات، مطالبا إياهم بتحديد أولوياتها حتى يتسنى التعامل الحقيقي مع تلك المشكلات على أرض الواقع وتذليلها تيسيرا لحياة المواطنين. فيما استعرض الحضور عن كل محافظة أولويات المرحلة، حيث تم تناول المشاكل السياسية والاجتماعية، والاقتصادية والثقافية والدينية والطائفية والسياحية والأمنية، واستمع الرئيس المؤقت لتصورات المشاركين حول كيفية تصويب التهميش الذي يعانيه الصعيد بصفة عامة. وأشار عمد ومشايخ القبائل إلى أهمية تفعيل العديد من المناطق الصناعية التي كانت الدولة قد شرعت في إنشائها ولم تُستكمل، مثل أسيوط ونجع حمادي وغيرها، كما عبر الحضور عن أهمية الارتقاء بمجالي الصحة والتعليم في محافظاتهم، مُشددين على ضرورة مواجهة الأمية والجهل اللذين طالما ارتبطا بفهم خاطئ لصحيح الدين، مُطالبين في هذا الصدد بدور أكبر للأزهر الشريف في محافظات الصعيد. وتناول المُشاركون في الاجتماع الحديث عن أهمية تحسين منظومة إنتاج وتوزيع الخبز، فضلا عن تفعيل جهود إعادة تدوير القمامة كأحد مصادر الطاقة النظيفة، وهو المشروع الجاري العمل عليه بالتعاون مع عددٍ من الهيئات الوطنية والأجنبية. وأكد عدد من الحضور أهمية استغلال الدولة ل"وادي العلاقي" في جنوب البلاد وتنميته لما به من ثروات ومعادن، فضلا عما يُحققه ذلك من فرص عمالة لأبناء الصعيد. شهد الاجتماع كذلك مُطالبة أبناء الصعيد بتمديد النطاق الجغرافي لبعض المحافظات محدودة المساحة بما يُتيح لظهيرها الصحراوي الاستجابة لمتطلبات أبنائها في ظل كثافتها السكانية العالية. وأكد المستشار عدلي منصور، خلال اللقاء، ضرورة إتاحة الفرصة كاملة لأبناء الصعيد في المشاركة السياسية وانخراطهم في الاستحقاقات المختلفة لخارطة الطريق، وتمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية من خلال المحليات. كما شدد على الدور الهام للعمد وشيوخ القبائل في الحفاظ علي الوحدة الوطنية من أي فتن طائفية، فضلا عن جهودهم في مواجهة التطرف والإرهاب الذي يقوض ويطرد الاستثمارات، ويحول دون مواجهة معدلات البطالة المرتفعة في محافظات الصعيد. وأكد "منصور" للحضور، أن استقرار الأوضاع الأمنية من شأنه تشجيع السياحة والصناعات الصغيرة التي تمثل عوائد هامة لمعظم محافظات الصعيد، مؤكدا عزم الدولة الجاد في استقرار الأمن بشكل تدريجي في كل المحافظات. وارتباطا بما ذكره محافظ البحر الأحمر، بشأن استقبال مدينة الغردقة، أمس، 28 طائرة تحمل 4000 سائح، عبر الحضور عن ثنائهم على الجهود التي تبذلها الدولة لتصحيح الصورة المنقولة عن مصر في الخارج، وما لذلك من انعكاس على الحركة السياحية، كما أعربوا عن دعمهم الكامل لخارطة المستقبل واستحقاقاتها المختلفة، مؤكدين وقوفهم بكل قوة إلى جانب جهود الدولة ممثلة في القوات المسلحة وهيئة الشرطة في مواجهة العنف والإرهاب.