قضى المواطنون فى مدينتى المنصورةوطلخا بمحافظة الدقهلية أوقاتا عصيبة فجر أمس، بعد وقوع انفجار هائل فى محطة إنتاج الكهرباء الملاصقة للكتلة السكنية بالمدينة والواقعة بجوار مصنع سماد طلخا التابع لشركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية، وشهدت كافة مراكز وقرى المحافظة انقطاعا كاملا للكهرباء، وانتشر الخوف بين المواطنين خشية أن يكون الانفجار نتيجة عمل إرهابى. وقال مصدر مسئول بكهرباء طلخا إن دائرة المحطة تعمل بنظام «المفتوح على الهواء» بالإضافة إلى أنها دوائر قديمة وأن الانفجار وقع بعد انهيار قضيب الربط بين المحطة الغازية والبخارية وحدوث شرارة كهربائية نتيجة شبورة مائية، أدت للانفجار، وأشار إلى أن الفنيين أصيبوا بالارتباك نتيجة عدم تحديد سبب الانفجار لفترة طويلة، فقاموا بفصل المحطات الثلاث عن الشبكة الموحدة لكهرباء مصر كإجراء احترازى. وعن الأسباب التى أدت إلى حدوث الانفجار أكد المصدر أنه بعد خروج رئيس القطاع بكهرباء طلخا على المعاش لم يتم تعيين بديل له منذ عام، وأصبح القائم بعمله هو رئيس قطاع محطة 750 وهو ما تسبب فى عدم القيام بالصيانة الدورية وتآكل العوازل وحدوث الانفجار. من جانبهم خرج العاملون فى مصنع سماد طلخا إلى مدخل المصنع وتردد بينهم أن الانفجار جنائى وأن مجموعة إرهابية وراء الانفجار، وقاموا بعمل لجان حراسة، وبمجرد قطع الكهرباء توقف العمل فى المصنع تماما وأخرجت خزانات الغازات، النشادر والبوتاسيوم، مخزونها فى الهواء الذى شعر به المواطنون وتسبب فى اختناقات شديدة. فيما توجهت سيارات الإطفاء والدفاع المدنى بقيادة العميد أسامة شعبان «مدير الدفاع المدنى بالدقهلية» إلى مكان الانفجار وأكد تقريرهم أن الانفجار شعر به الموطنون فى المنصورةوطلخا نتيجة انتهاء صلاحية العوازل مع وجود الشبورة المائية التى سببت حدوثه. وأشار مصدر مسئول بشركة كهرباء وسط الدلتا إلى أن الحريق جاء فى ساعة مبكرة من صباح أمس وكانت الأحمال فى هذا الوقت منخفضة، مما قلل من تأثير الحريق الذى نتج عنه فقدان ما يقارب 1400 ميجاوات ومن الصعوبة استعادتها فى وقت قصير خاصة مع وجود صيانات فى هذا الوقت من السنة، ونفى مصدر أمنى وجود أى شبهة جنائية وأن التحريات أكدت صحة ما قاله الفنيون والمهندسون بأن الانفجار نتيجة أعطال فنية. وأوضح المهندس صلاح رضوان «رئيس مجلس إدارة شركة شمال الدلتا للكهرباء» أنه يجرى حصر الخسائر والعمل على استعادة تشغيل المحطات، وحذر المهندس محمد عبدالحميد ناصر رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للأسمدة من انقطاع التيار الكهربائى فجأة، لأنه يؤدى إلى فتح المحابس أتوماتيكيا وتفريغ الغازات فى الهواء ويمثل خطورة على المصنع ويؤثر على معداته. الجدير بالذكر أن محطة طلخا «210 ميجاوات» سبق أن حدث بها حريق هائل فى شهر أكتوبر الماضى بعد انفجار التوربينات وهو ما تسبب فى خسائر للشركة وصلت إلى 500 مليون جنيه.