مصر هي الوجهة التي اختارها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتكون أولى محطات زياراته الخارجية، منذ توليه المنصب، في 21 يونيو 2017، حيث يزور البلاد غدًا، قبل أن ينتقل فيما بعد إلى أمريكا ولندن وفرنسا. وأعلن السفير بسام راضي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيستقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، الأحد المقبل، في زيارة تستمر لمدة 3 أيام. اختيار مصر لتكون أولى وجهات "بن سلمان" الخارجية له مدلول خاص، في رأي الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، موضحًا أنها تدل على التقدير السعودي الشديد للقاهرة ومكانتها وأهميتها، وأنها على رأس أولوياتها بجانب الدول العربية، فضلاً عن تأكيد أن حجم العلاقات تجاوز المستوى الدبلوماسي ووصل للحد الاستراتيجي الكامل بالإضافة إلى دول الخليج والأردن، متوقعًا أن تكون الزيارة ناجحة بشكل كبير. وأضاف فهمي، في تصريح ل"الوطن"، أن السيسي و"بن سلمان" سيناقشان عدد من الملفات الملحة في مجرى العلاقات بينهم، أولهما القمة العربية المقرر عقدها الشهر الجاري بالسعودية، وسبل إنجاحها، وهو ما يتطلب التنسيق مع مصر وغيرها من البلدان العربية المشاركة، بينما الثاني هو التنسيق المصري السعودي قبل طرح المشروع الأمريكي للسلام بين فلسطين وإسرائيل، فضلاً عن تناول تبعيات الأزمة القطرية الأخيرة، خاصةً في ظل مؤتمر حقوق الإنسان المنعقد حاليًا بجنيف، وتشارك به الدوحة التي عرضت به عددًا من التناقضات والتجاوزات ضد دول الرباعي العربي، على حد قوله، كما أنه من المتوقع أن يدعو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول مجلس التعاون الخليجي ومصر لبحث الأزمة. كما ستشمل الزيارة المستمرة لثلاثة أيام أيضًا، عدد من الملفات المشتركة، كتطورات الأوضاع باليمن وقرارات الملك سلمان الأخيرة لها، حيث يتوقع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن يكون لمصر دور فيها خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين خلال الزيارة. وشاركه في الرأي نفسه، السفير جمال بيومي، نائب وزير الخارجية الأسبق، مؤكدًا أن زيارة ولي العهد السعودي لمصر تؤكد التقدير الضخم من جانبهم تجاه مصر وكونها من أكبر الشركاء للمملكة، بالإضافة إلى أن السعودية الداعم الأول لمصر وصاحب الاستثمارات الأكبر بها. ومن بين أبرز الملفات المطروحة باللقاء أيضًا، في رأي "بيومي"، القضية الفلسطينية والمشروع الأمريكي المقرر طرحه، حيث إن لمصر دور متميز في المصالحة الفلسطينية، بالإضافة إلى مناقضة الأوضاع باليمن وسوريا ولبنان وغيرها من الدول العربية، فضلاً عن تحسين سبل التجارة وزيادة الاستثمار بين البلدين.