ماذا لو تخلت المحافظة عن ميراث الغضب طوال العام المنقضى، وطهّرت جدرانها من كل العبارات السياسية المسيئة والإيجابية؟ سؤال أجاب عنه نشطاء وأبناء المحافظة عملياً بمبادرة «بورسعيد أحلى بشبابها». اليأس الذى زحف للشباب بسبب قلة مواردهم واعتمادهم على التمويل الذاتى، حاربه أحمد شردى، أحد مؤسسى المبادرة، بطلب المساعدة من رئيس الحى، ليزيد عدد المشاركين فى أيام قلائل من 70 شاباً إلى 280 لا ينتمون إلى أى تيارات سياسية: «قدرنا نخلص شارع 23 يوليو أطول شارع فى بورسعيد كلها، شلنا كل العبارات والرسوم من على الجدران»، حسب شردى. يرى شردى أن الكتابة على الحوائط كانت فكرة مرفوضة، لكن استخدام الألتراس لها كفعالية اعتراض، ساعد على نشرها: «بقت مادة سهلة، أى حد جه على باله حاجة يكتبها، مش مهم مين يقرأها، ولا كام واحد هيتأذى منها».. «استنسل، اسبراى، بويه بلاستيكية، جوانتى، رول دهان» 5 أدوات استخدمها الفريق لإزالة العبارات المهينة سواء كانت لجماعة الإخوان أو للقوات المسلحة لأن الهدف، كما يؤكد شردى، هو القضاء على التعبير عن وجهة نظر كلا الطرفين بالإهانة، ووضع آيات من القرآن الكريم تحمل معانى السماحة والتراحم بالإضافة إلى أعلام مصر وأسماء الله الحسنى، الخطوة الأخيرة التى طرحها شباب بورسعيد على المواطنين غير القادرين على المشاركة فى الفعاليات هى رصدهم لأى منطقة تحمل عبارات مشينة وإرسالها على صفحتهم الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ويوضح شردى: «فيه ناس بتخاف يحصل اشتباك بينهم وبين أى حد إخوانى عشان كده سهلناها عليهم».