أظهرت استطلاعات رأى أُجريت مؤخراً بين مواطنى الدول التى ترغب حكوماتها بالمشاركة فى توجيه ضربات عسكرية لسوريا، تزايد الرفض الشعبى لهذه الضربة مفضلين إبعاد بلادهم عن الدخول فى حرب. ففى الولاياتالمتحدةالأمريكية سلطت شبكة «إيه بى سى نيوز» الإخبارية الأمريكية الضوء على موقف الرأى العام الأمريكى حيال شن هجمة عسكرية ضد النظام السورى، قائلة إن «ثمة تزايداً واضحاً فى نسبة الأصوات المعارضة فيما يتعلق بذلك الصدد»، مستشهدة باستطلاعات للرأى أظهرت أن 59% من الشعب الأمريكى يناهض فكرة الحرب على سوريا. وأضافت الشبكة، فى تقرير لها أمس، أن قلق الشعب الأمريكى من تكرار تجربة العراق داخل سوريا يدفع تلك النسبة إلى الزيادة، لافتة إلى أن ذلك الأمر يشكل «عائقاً كبيراً» لإدارة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» فيما يتعلق بكسب التأييد الداخلى، قبل الخارجى، للحرب على سوريا. ولمحت إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول بشتى الوسائل الممكنة وبذل كل الجهود المضنية إقناع الداخل بفكرة الحرب على سوريا غير أن ذكريات حرب العراق «المؤلمة» تقف حائلاً أمامها. وتطرقت الشبكة إلى الحديث عن فكرة إضفاء الشرعية على مسألة الحرب على سوريا على غرار حرب العراق، حيث إن الفكرة تمثل خلافاً شديداً داخل الكونجرس الأمريكى، فالديمقراطيون ينتابهم القلق من إخفاق الاستخبارات فى سوريا مرة أخرى على غرار العراق، فى الوقت الذى تتزايد فيه الأصوات داخل الحزب الجمهورى، الذى يرفض تكبد البلاد لمزيد من الخسائر الاقتصادية جراء التدخل العسكرى فضلاً عن توجهاتهم الفعلية المناهضة لسياسات «أوباما». وفى تركيا، أظهر استطلاع للرأى، أوردت نتائجه صحيفة «حرييت» التركية، أن 72% من الأتراك يرفضون تدخل بلادهم فى الحرب على سوريا، ويفضلون بقاء بلادهم بعيداً عن هذا، وهو بمعدل يقل بنسبة 15% عن نتائج استطلاع أُجرى العام الماضى، فى حين أن 21% من الأتراك يؤيدون الحرب على سوريا منخفضاً 11% عن الاستطلاع الذى أجرى العام الماضى. وأشار الاستطلاع الذى تم إجراؤه فى عدة دول من أعضاء حلف شمال الأطلنطى (ناتو) إلى أن باقى الدول الأوروبية الأخرى 72% من مواطنيها يفضلون البقاء بعيداً عن أى تدخل فى سوريا. وفى فرنسا، أظهر استطلاع للرأى أجراه معهد «إيفوب» للقياس أن 68% من المواطنين الفرنسيين يعارضون مشاركة بلادهم فى التدخل العسكرى المحتمل ضد سوريا. وأشار الاستطلاع الذى نشرت نتائجه، أمس، إلى أن 68% من الفرنسيين يرفضون التدخل العسكرى الدولى، الذى بات وشيكاً فى سوريا، مقابل 45% بحسب الاستطلاع الذى أجرى فى باريس فى نهاية الشهر الماضى. وأضاف «إيفوب» فى استطلاعه أن 36% من المواطنين فى فرنسا يؤيدون العمليات العسكرية ضد النظام السورى مقابل 55% فى الاستطلاع السابق. وأوضح الاستطلاع أن 48% ممن يرفضون الضربات العسكرية ضد سوريا ينتمون إلى التيار اليسارى، و75% منهم من أنصار حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، بخلاف أنصار تيار اليمين المتطرف. وجرى الاستطلاع على عينة عشوائية بنظام الحصص تضم 972 شخصاً ممن تزيد أعمارهم على 18 عاماً.