ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، نقلا عن مسئولين أمريكيين أن الولاياتالمتحدة تعمل جاهدة، بعدما دخلت الانتفاضة الشعبية في سوريا شهرها السادس عشر، من أجل التوصل إلى فهم واضح لقوى المعارضة داخل البلاد حيث أدت الفجوات الاستخباراتية إلى إعاقة الجهود التي ترمي إلى المساعدة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال المسئولون إن وكالات الاستخبارات الأمريكية قامت بتوسيع نطاق جهودها لجمع معلومات استخباراتية حول قوى المعارضة ونظام الأسد خلال الأشهر الأخيرة، لكن ذلك لا يزال محصورا إلى حد كبير في تحليل الاتصالات التي يتم اعتراضها ومراقبة الصراع من بعيد. وأضافت الصحيفة أن المقابلات التي جرت مع مسئولي الاستخبارات الأمريكية والأجنبية كشفت عدم قدرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) على أن تنشئ لنفسها وجودا في سوريا، على عكس الدور البارز للوكالة في جمع معلومات استخباراتية من داخل مصر وليبيا أثناء ثورتي البلدين. وفي ظل عدم وجود أي عملاء ل"سي آي أيه" داخل سوريا وتمركز القليل منهم في المراكز الحدودية المهمة، اعتمدت الوكالة بشدة على نظرائها في الاردن وتركيا وحلفاء إقليميين آخرين. وأوضحت الصحيفة أن نقص العمل الاستخباراتي قد فاقم من عجز إدارة أوباما على الخوض في دهاليز أزمة تتيح فرصة للتخلص من خصم عتيد للولايات المتحدة ولكنها تحمل في طياتها أيضا خطر تعزيز شوكة المعارضين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة أو الإسلام المتشدد. وقال المسئولون إن قرار إغلاق السفارة الامريكية في دمشق في فبراير الماضي أعاق بشدة قدرة "سي آي أيه" على العمل في الداخل السوري. فعلى خلاف ما حدث في ليبيا، حيث تمكنت المعارضة من انتزاع السيطرة بشكل سريع على النصف الشرقي من البلاد ، لم تستطع جماعات المعارضة السورية السيطرة على أراض يمكن استخدامها كموطئ قدم لفرق الاستخبارات الامريكية. وأضافوا أن الوكالة لم تتورط في تزويد المعارضين بالاسلحة وإن كانت تبادلت المعلومات الاستخباراتية مع دول، بينها السعودية وقطر، اللتان تمدان المعارضة السورية بالاسلحة، على حد ذكر الصحيفة. وفي إطار السعي لتقويض نظام الاسد، عززت "سي آي آيه" ووكالات الاستخبارات الاخرى جهودها لتعطيل تدفق الاسلحة إلى النظام السوري من إيران. واستشهد المسئولون بالتفجير الذي وقع في دمشق الاسبوع الماضي والذي أودى بحياة أربعة أعضاء من الدائرة الداخلية للأسد، كدليل على أن المعارضة باتت تملك قدرات متزايدة، حتى بدون العون العسكري من الولاياتالمتحدة.