تتعاقب الحكومات وتتوالى، ويظل هو على مقعده مهما يتغير الوزراء، استطاع بحرفية عالية أن يتربع على عرش وزارة الكهرباء على مدار ثمانى حكومات متعاقبة، ومهما كثرت مشاكل القطاع الغنى أو قلت، يظل دائما قادرا على البقاء فى مكانه منذ عام 2001 وحتى الآن. يشتعل الجميع من حوله غضبا بتزايد أزمات انقطاع الكهرباء، ويظل هو هادئ الطبع، ساكن الملمح، لا يلتفت إلى ما يقال عن وزارته أيا ما كان، تطارد وزارته تهم الفساد، وفى عهده وصلت المخالفات والخسائر التى تكبدتها الدولة -بحسب تقديرات الأجهزة الرقابية- المليارات، وكان أشهرها مشروع تطوير هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وتسبب فى خسارة تقترب من 17 مليون جنيه، وإهدار 46 مليون جنيه فى مشروع الضخ والتخزين بالعين السخنة، ونحو 5 ملايين جنيه فى هيئة المحطات المائية لتوليد الكهرباء، لتوضع تلك المخالفات فى أدراج المحاكم فى قضية تحمل رقم 22 لسنة 2007. تلك نقطة من بحر المخالفات التى شابت الوزارة طوال فترة قيادته، لكنه بحنكة رجل سبعينى وفلسفة بدرجة الدكتوراة فى هندسة القوى الكهربائية، تمكن من أن يفلت من مخالب تلك التجاوزات حتى فى أعقدها سوءا حين اتهمه البعض باحتكار شركة «بجسكو» للأعمال الاستشارية لمشروعات إنشاء محطات الكهرباء، حيث حصلت الشركة على عدد من المناقصات بالأمر المباشر، خاصة أن مؤسسيها عدد من أبناء قيادات الوزارة، من بينهم نجله، وخرج يونس من الأزمة كالشعرة من العجين. هو الدكتور المهندس صاحب العقل الفذ الذى لا يعرف الخطأ بابه منذ توليه المنصب، فتتزايد الأزمات وتتعقد وهو قادر على حل كل أزمة على طريقته، فمع تزايد قطع التيار الكهربى عن المنازل بصورة متكررة ولفترات طويلة وكثرة شكاوى المواطنين من المشكلة، يلاحقهم باعتذار تنشره صفحات الجرائد عما أسماه بتخفيف الأحمال على محطات الكهرباء، مبررا ذلك بتزايد استهلاك المواطنين لأجهزة تكييفات بلغت فى مجملها، بحسب تصريحاته، نحو 6 ملايين و500 ألف جهاز. أزمة جديدة يضعها خبراء الطاقة على عاتق الوزير المخضرم على شكل تحذيرات أطلقوها خوفا على مستقبل الطاقة فى مصر، بعد أن وصل العجز فى الطاقة إلى 4 آلاف ميجاوات وانخفض معدل التذبذبات من 50 إلى 49٫5 هيرتز، الأمر الذى ينذر بكارثة سموها ب«إظلام تام» لمصر، خاصة مع توقعهم انهيارا مفاجئا لإحدى محطات الكهرباء. يظل ابن الدقهلية فى ورطة كبيرة مع استمرار أزمة انقطاع الكهرباء وتحذيرات الخبراء ب«إظلام مصر»، ليتحول يونس فى لحظة عصيبة إلى وزير الظلام إذا لم يتدارك الأمر ويسعى لإنقاذ مصر من ظلام محقق.