توفير الأمن، وزيادة المرتبات، والعودة إلى ديارهم بدلاً من شقاء القاهرة، أحلام وطموحات بسيطة، يطلبها حارسو العقارات «البوابين» من الرئيس القادم. أجبرت الحياة فاطمة، على ترك موطنها الأصلى المنيا، والرحيل إلى القاهرة، بعدما توفى زوجها منذ 4 سنوات، عقب سقوطه من أحد الأدوار العلوية أثناء عمله كمبيض محارة، ليترك فى عنقها مسئولية ثلاثة أبناء فى حاجة لمأكل ومشرب وكسوة وتعليم على حسب تعبيرها. تقول فاطمة: «أتمنى من الرئيس أن يوفر لى معيشة كريمة، تضمن لى تربية أبنائى اليتامى بطريقة صالحة، وتخفف عنى حدة وصعوبة الأيام»، وتضيف فاطمة: «120 جنيهاً هو دخلى شهرياً، ماذا أفعل بها فى ظل ارتفاع الأسعار، نفسى الحكومة تدينى حاجة ثابتة، تساعدنى فى تلبية طلبات أبنائى، من حقى معاش ثابت ومحترم لمواجهة أعباء الحياة المتزايدة». عم عبدالستار، لم يشفع له عمره الذى شارف على الخمسين فى بقائه فى وظيفته كحارس للعقار، رغم أنه ما زال قادراً على العمل، فجاءه الرد من أصحاب العقار: «خلاص مش عايزين حد» وكأن السنوات التى مرت من عمره لم تفلح ولم تشفع له لضمان عمل ثابت يساعده فى توفير احتياجات أسرته. أكثر من 4 أشهر هى المدة التى قضاها عم عبدالستار ترحالاً، ما بين سوق وآخر، على أمل الحصول على عمل، يساعده على معاناة المعيشة، فيوم يبتسم له الحظ ويجد عملاً فى سوق العمالة يتطلب منه حمل بعض الأشياء الخفيفة، ويوم آخر يعود حاملاً الهم بدلاً من النقود إلى أطفاله. يقول عم عبدالستار: «أتمنى أن يكون ابن حلال ويصلح البلد بجد، احنا تعبنا بصراحة، نفسى الريس يوجد لى شغل، ونفسى كمان يلتفت للطبقة التعبانة والناس الفقيرة ويرفع لنا المرتبات». استيقظ أسامة محمد فايق من حلم كان يراوده، أن يكون لاعب كرة أو مطرباً شهيراً، عندما لعب القدر لعبته وأطاح به من التعليم الدراسى، ليجد نفسه فى ظل ظروف والده الصعبة، مجبراً على العمل كحارس عقار فى إحدى المدن السكنية ليستطيع مساندة والده فى مصاريف المعيشة المرتفعة. أسامة، ربما يكون أصغر حارس عقار، فعلى الرغم من عمره الذى لم يتجاوز السبعة عشر عاماً، أصبح تحصيل المال هو هدفه الأساسى، حيث ورث المهنة عن والده الذى عمل بها منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً. يقول أسامة: «تركت المدرسة فى أولى إعدادى؛ لأننى لم أتمكن من دفع المصاريف، وأتمنى من الرئيس المقبل، أنه يكون ابن حلال وطيباً ويحافظ على ولاد الحلال، لكن ولاد الحرام وأن يطبق العدل ويساعد من يستحق ويتجاهل من لا يستحق».