(ذات يوم دافئ حان موعد الحصاد، وأهدت البذرة التى منحها العصفور إلى «كيم» ثلاث ثمار، اندهش «كيم» وعائلته بسبب السرعة التى نبتت فيها البذرة حتى تحوّلت إلى شجرة مثمرة!) «كيم وسونج» شقيقان توأمان، وقد عانت عائلة «كيم» من الفقر الشديد بعد وفاة والدهما، فى حين عاشت عائلة «سونج» سعيدة وثرية، لأن «سونج» احتفظ لنفسه ببيت أبيه الراحل. فى أحد أيام فصل الربيع عاد «كيم» إلى بيته، بعد أن عمل طوال النهار فى أحد الحقول القريبة. شاهد «كيم» ثعباناً فى إحدى زوايا البيت، فطارد الثعبان بالعصا واكتشف أنه قد أكل الطيور التى على الشجرة. لكنه سمع أنين عصفور مكسور الساق فى ركن من العش الخالى. أخذ «كيم» العصفور، وربط ساقه المكسورة بالخيط، وأطلقه فى الهواء. عاد العصفور إلى عشه، حيث كان الصغار بانتظاره، فأخذ يطعمها وهى فرحة. وفى نهاية الخريف عاد العصفور مع باقى الطيور التى تزور كل ربيع وصيف المنطقة الجنوبية التى يسكن فيها «كيم». شعر «كيم» وعائلته بالسعادة الغامرة حين عادت الطيور فى الربيع التالى، وحط الطائر نفسه فوق سطح بيت «كيم» وأخذ يغنى بصوت صادح وعالٍ. ثم طار العصفور مرات حول الفناء. وأسقط الطائر بذرة من فمه عند قدمى «كيم» ثم طار مبتعداً. غرس كيم البذرة وأخذ يرعاها بعناية بمساعدة أسرته، وانتظروا قدوم شهر الحصاد فى فصل الخريف وشعر بسعادة غامرة حين شاهد الطيور تعود، لأن ذلك يعنى أن الشتاء الطويل أوشك على الانتهاء، ومعه ينتهى البرد القارس. ذات يوم دافئ حان موعد الحصاد، وأهدت البذرة التى منحها العصفور إلى «كيم» ثلاث ثمار، اندهش «كيم» وعائلته بسبب السرعة التى نبتت فيها البذرة حتى تحوّلت إلى شجرة مثمرة! وحين نضجت الثمار بما يكفى لأكلها، استخدم «كيم» منشاراً ضخماً كى يقسّم الثمرة الكبيرة لتوزيعها على أطفاله. وكانت المفاجأة أن قلب الثمرة كان مملوءاً بالعملات الفضية والذهبية بدلاً من البذور. كما كانت الشعيرات الداخلية للثمرة من الحرير الخالص. بعد ذلك استمرت دهشة الأسرة السعيدة، حين خرجت من قلب الثمرة الثانية حقيبة من الأرز يستطيعون زرعها لموسم كامل. أما الثمرة الثالثة فخرج منها مئات من النجارين الصغار الذين انطلقوا لبناء بيتٍ رائع الجمال، له سقف من البلاطات المنسقة، وبوابة ضخمة، وسور كبير، وفرح «كيم» وعائلته لأنهم أصبحوا أغنياء. وصلت أنباء ثروة «كيم» إلى أخيه «سونج»، فقرر أن يزور أخاه ليشاهد بنفسه مظاهر الثروة، ويعرف مصدرها. وما إن وصل الأخ الأنانى حتى شعر بالغضب. فعلى الرغم من أن أخاه «كيم» رحّب به فاتحاً ذراعيه إلا أن «سونج» ابتعد عنه وهو يقول: لا بد أنك سرقتَ أحداً حتى تصبح غنياً بين يوم وليلة! أخبرنى الحقيقة! حكى «كيم» حكاية الثعبان والعصفور والبذرة والشجرة والثمرة والثروة. عاد «سونج» إلى بيته وهو يحلم بالعصافير والبذور السحرية. وانتظر الربيع القادم مع زوجته، حتى شاهدا زوجاً من العصافير يبحثان عن مكان ليبنيا فيه عشاً لهما. نثر الزوجان الحبوب على الأرض وعلى السقف، على أمل أن يجذبا اهتمام العصفورين. وأخيراً بنى زوج العصافير العش، وبعد وقت قصير أصبح لدى الزوجين عصافير صغار. انتظر «سونج» أن يأتى ثعبان فيهاجم العش وينقذ الصغار، ولكن صبره نفد ولم يأتِ الثعبان! فكسر ساق عصفور صغير، وربط الساق بعد ذلك، وأطلق الطائر وهو يقول: انطلق أيها العصفور الصغير، لقد ربطت ساقك المكسورة، فأحضر لى فى الربيع القادم البذور السحرية.. فى الربيع التالى شاهد «سونج» العصفور يعود. ودار العصفور فى الهواء، ثم أسقط بذرة وابتعد. زرع «سونج» البذرة وانتظر الصيف كله حتى يأتى موعد الحصاد فى الخريف. وبالفعل أصبحت البذرة شجرة كبيرة. وكبرت على الأغصان ثلاث ثمار ضخمة. حان وقت فتح الثمار، بعد أن قضى «سونج» الصيف يحلم بالثروة القادمة. لكن الثمرة الأولى خرج منها مئات الشحاذين والمتسولين الذين دخلوا بيت «سونج» وحديقته وأكلوا وأخذوا كل شىء وجدوه! صرخ «سونج»، قائلاً: هذا مستحيل. لا بد أن هناك خطأ. أين الذهب؟ قالت زوجته وقد أصابها الرعب: لا بد أنه فى الثمرة الثانية. قام الزوجان بقطع الثمرة الثانية بالمنشار، ولكنهما وجدا تراباً أسود اللون يخرج من الثمرة ليغطى كل شىء حولهما، حتى وصل إلى رأسيهما! بصعوبة بالغة أزاح الزوجان التراب، وقطعا الثمرة الثالثة. وإذا بطاحونة تخرج فتحطم البيت تماماً. عرف «كيم» ما حدث لأخيه فسارع مع عائلته لنجدته، بكى «سونج» وهو يقول: كنت مخطئاً يا «كيم» حين تخليت عنك ولم أساعدك، كنت أنانياً، لم أقف بجانبك حين كنت بحاجة إلىّ. أرجوك سامحنى. سامح «كيم» أخاه وعاد الشقيقان إلى عهدهما وهما ينعمان بالصداقة.