أفتى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "بوجوب نصرة الشرعية والمظلومين" في مصر بكل الوسائل السلمية المتاحة، في إشارة إلى مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. ودعا الاتحاد في بيان أصدره مساء اليوم، جميع المسلمين في العالم إلى "نصرة الشرعية والوقوف مع الحق، وجعل غدًا الجمعة يوم نصرة مصر بالقنوت والدعاء والاعتصامات". وقال إنه "يدعو الجميع للخروج من بيوتهم للاصطفاف مع المحتجين". كان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، دعا كافة المصريين إلى المشاركة في مليونية "الشعب يسترد ثورته" غداً الجمعة لمواصلة رفض "قرارات الانقلاب العسكري، على حد وصفه، في 3 يوليو، والمطالبة باسترداد ثورة 25 يناير2011"، كما أعلن عن بدء تفعيل "خطة العصيان المدني السلمي" ابتداء من يوم غدٍ. ووصف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في البيان الذي زيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، الوضع في مصر ب" السيئ البائس" به "ظلم واستبداد وتعسف". ولفت في هذا الصدد إلى أن الرئيس الأسبق حسني مبارك "المتهم بالظلم والقتل والجرائم الكبرى" مطلق السراح، في حين "أن الرئيس الشرعي المنتخب (محمد مرسي) لايزال يقبع في السجون. لا يعرف له مكان معلوم". وتم إطلاق سراح الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 22 أغسطس الجاري، بعد صدور قرار قضائي، بإخلاء سبيله في آخر قضية فساد يخضع فيها للمحاكمة، بعد أن استنفد الحد الأقصى لمدة حبسه احتياطيا، فيما يظل خاضعا للمحاكمة في تلك القضية، وقضايا أخرى من بينها قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير عام 2011، دون حبسه. وأمر رئيس الوزراء المصري، حازم الببلاوي، بصفته نائبا للحاكم العسكري، بوضع مبارك، قيد الإقامة الجبرية، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة لتهدئة الغضب المتوقع من القوى الثورية، لاسيما وأن اسم الرئيس السابق موجود على قوائم الممنوعين من السفر. كانت النيابة العامة المصرية، أمرت في 19 أغسطس الجاري بحبس مرسي 15 يومًا احتياطيًّا على ذمة التحقيقات التي تجريها معه النيابة في قضية أحداث العنف التي وقعت أمام قصر الاتحادية الرئاسي خلال عهده، فيما يظل محبوسًا في مكان غير معلوم منذ عزله. وقال الاتحاد إنه إزاء "هذا الوضع السيئ البائس والظلم والاستبداد والتعسف" فإنه "يفتى بوجوب نصرة الشرعية والمظلومين في مصر وغيرها بكل الوسائل السلمية المتاحة، وبحرمة الدعم والتعاون مع الظلمة". وطالب الاتحاد، وسائل الإعلام "بالصدق والمصداقية والشفافية، وبيان الحق"، وقال إنه "لا يجوز لها الكذب، والتستر، وكتمان الحقيقة؛ لأنها تتحمل آثار نقلها سلباً وإيجاباً". كما طالب الاتحاد، المفتيين أن "يتقوا الله في الدماء والأعراض؛ فالفتوى هي توقيع عن رب العالمين ومسؤولية كبرى، فالذين يفتون الأنظمة الحاكمة بإباحة القتل والاعتداء لهؤلاء المتظاهرين المسالمين قد باعوا دينهم بدنيا غيرهم، وباؤوا بغضب من الله ولهم عذاب اليم مهين". وتعيش مصر أزمة سياسية بعد عزل مرسي في 3 يوليو الماضي، زادت وتيرتها بعد فض الحكومة اعتصامين لمؤيديه بالقاهرة في 14 أغسطس الجاري؛ ما خلف مئات القتلى، وفجّر أعمال عنف شهدتها أغلب محافظات مصر، حصدت المزيد من القتلى والجرحى، وألحقتها بحملات مداهمات لمنازل قياديي جماعة الإخوان ومقارها وأملاكها في العاصمة والمحافظات.