افتتح الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، جلسة البرلمان الثانية لدور الانعقاد الثاني، اليوم، تحت شعار "القدس عاصمةٌ أبديةٌ لدولة فلسطين"، وذلك تنفيذاً لخطة البرلمان التي اعتمدها في جلستهِ الطارئة. وجدد "السلمي"، موقف البرلمان الثابت تجاه قضية فلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها مدينة القدس، استناداً إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، موضحًا أن البرلمانُ العربي سيُقر في هذه الجلسة خطة عمل للتصدي لترشح القوة القائمة بالاحتلال لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعامي 2019-2020. وقدم رئيس البرلمان العربي، التحيةَ للدول والشعوب التي وقفت مع الشعب العربي في التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد القرار الأمريكي المرفوض الاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها، مؤكدا أن الشعب الذي أنجب الطفلة المناضلة عهد التميمي، والشهيد البطل إبراهيم أبوثريا، الذي تسببت قوات الاحتلال بفقدان نصف جسمه وناضل واستُشهد بالنصف الآخر، لن يُكسر ولن تُهزم إرادته. ووجه "السلمي"، التحية لشباب وكهول ونساء وأطفال الشعب الفلسطيني الصامد، الذي يدافع عن كرامة وعِزة فلسطين والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم. وأَضاف "السلمي"، "إذا كان التحدي الأكبر على الأمن القومي العربي هو الكيان الذي زُرع داخل الجسد العربي واحتل فلسطين، فإن هناك تحد لا يقل خطورةً عنه، وهو ما يقوم به في إيران تجاه الدول العربية؛ من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لها، ما اضطر عدد من الدول العربية لقطع أو تخفيض العلاقات الدبلوماسية معها. وتابع "السلمي"، "المقاطعة الدبلوماسية لإيران جاءت بسبب تأجيج وإدامة وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية في المنطقة، وتمويل الميليشيات والجماعات الإرهابية داخل الدول العربية بالمال والسلاح، ودعم ميليشيا الحوثي في اليمن، وتزويدها بالأسلحة والصواريخ البالستية لاستهداف أمن واستقرار دول جوار اليمن كما يتجلى الدور السلبي لإيران عن طريق دعم المُخربين في البحرين والتصريحات اللامسؤولة الصادرة عن كبار مسؤوليها ضد الجامعة العربية واحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث". وأشار رئيس البرلمان العربي، إلى أن "التحدي الثالث لأمننا القومي العربي يتمثل في الإرهاب، وما يحاول فعله لضرب استقرار وأمن دولنا ومجتمعاتنا العربية". وأكد "السلمي"، دعمه لجميع الدول العربية في الإجراءات التي تتخذها لمكافحة الإرهاب، مهنئا العراق بالنصر على تنظيم داعش الإرهابي ودعم خُطط إعادة الإعمار وعودة النازحين إلى ديارهم. وقال "السلمي": "اجتماع اليوم يأتي في ظل تحدياتٍ تتعلق بأمن واستقرار بلداننا العربية، حيث تعاني عدد من الدول العربية تحدياتٍ داخلية وخارجية، ففي السودان يعمل البرلمان العربي وفق خطة تحرك لدعم السودان ورفع اسمها من الدول الراعية للإرهاب". واستكمل "السلمي"، "في ليبيا ندعم خطة المبعوث الأممي للحوار والمصالحة لحل الأزمة، وفي سوريا ندعم الحلَ السياسي الذي يُلبي تطلعات الشعب السوري وإنهاء معاناته"، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية. وأكمل "السلمي"، "نؤكد دعمنا الكامل للحكومة الشرعية باليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي"، مثمنا ما تقوم به قوات التحالف العربي من جهود لاستعادة الشرعية وحماية الشعب اليمني واستعادة كافة مؤسسات الدولة اليمنية. وأضاف رئيس البرلمان العربي، "هذه التحديات تستوجب مجابهتها بقدرٍ كبيرٍ من المسؤولية والتعاون الصادق"، مؤكدا ثقته من قدرتهم على المستويين الرسمي والشعبي؛ في تجاوز هذه التحديات الجسيمة والعبور إلى مرحلةٍ جديدةٍ من التعاون والتضامن العربي المنشود. ودعا "السلمي"، وسائل الإعلام العربية بالالتزام بميثاق الشرف الإعلامي، وعدم إثارة الفتنة داخل وبين المجتمعات العربية ونشر الأخبار والمعلومات الكاذبة والمغلوطة، وتوخي الحذر في نقل المعلومات.