قصة حب بدأت داخل أسوار شركة مصر للغزل والنسيج، وانتهت بزواجهما وتوجت بثلاثة أطفال؛ أكبرهم الآن فى المرحلة الإعدادية، وأصغرهم لم يكمل عامه الخامس بعد، واليوم يجلس الزوج بجوار زوجته وحولهما أطفالهما الثلاثة فى حديقة الشركة فى انتظار قرار يعيدهم إلى منزلهم. أمسك الطفل الصغير بفانوس أعطته إياه إحدى العاملات من زملاء والدته، بينما ظلت الأم تفكر فى «الياميش» الذى لم يشتروه بعد، تقول الأم «أنا وجوزى فى مركب واحدة والمركب دى عطلانة دلوقتى، يعنى نعمل إيه ده إحنا ما جبناش تمراية واحدة لرمضان». تقول منال محمد كمال «أعمل فى الشركة من 20 سنة، وعندما تزوجت محفوظ طلبنا أن يعطونا سكناً فى الشركة ولكن لا حياة لمن تنادى، والآن نطالب بحقوقنا وأيضاً لا حياة لمن تنادى، أنا لا أريد شيئاً لى وإنما أريد عيشة كريمة لأبنائى». يقول الأب «همّا ليه مش حاسّين بينا، ده أنا روّحت اتغديت عند أختى وهى أخدت العيال وراحت تتغدى عند أختها.. يرضى مين العيشة دى، أكيد ماترضيش ربنا». يحلم الأبوان أن يعودا بأبنائهما إلى المنزل وفى أيديهما ياميش رمضان وبعض الطعام الذى يغنيهما عن التجول بين منازل الأقارب، ويحلم الأطفال أن ينتهى الاعتصام ويعودوا ممسكين فوانيس رمضان ليرددوا «رمضان كريم يا حالو».