"حاطة إيدي على قلبي، ومتوقعة إن أي حاجة ممكن تحصل بكرة .. ومحدش بيسأل عليه لا قنصلية ولا رئيس .. هو فعلا مالوش غير ربنا" .. عبارات علقت بها شاهندة الجيزاوي، زوجة المحامي المحبوس في السعودية بتهمة تهريب أدوية محظورة إلى السعودية، أحمد الجيزاوي، على ما قاله المدعي العام في هيئة التحقيق والادعاء السعودية بجدة، الذي طالب بإعدام الجيزاوي .. تضيف بعدها أن الحكم على زوجها "جاهز"، والمحاكمة "مجرد شكليات" فقط، وتؤكد أن التهمة المحتجز بها الجيزاوي تتراوح بين ثلاثة إلى خمس سنوات، وغالبا ما تكون فرض غرامة مالية على المتهم ثم إخلاء سبيله، لكن وضع الجيزاوي في زنزانة المحكوم عليهم بالإعدام يثبت سوء النية. "القضية من أولها سياسية وليست جنائية .. ومفيش حد يقدر ينكر ذلك"، تقولها وتؤكد عليها أكثر من مرة، فالقضية التي رفعها أحمد الجيزاوي على أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، باعتباره ممثلا للمملكة بمصر، يتهم فيها النظام السعودي برمي المصريين في السجون السعودية دون محاكمات، سببا في تلفيق تلك التهمة له. ترافع زوجها عن نفسه غدا هو الحل الوحيد أمامهم كما تقول شاهندة، فتكلفة المحامي السعودي عالية جدا، وهم لن يستطيعوا سدادها، وهى ترى أن الدولة أو أية جهة حكومية هي المسؤولة عن الدفاع عن زوجها. البيان الذي أصدرته الخارجية تناشد فيه النقابات والهيئات والجمعيات المصرية، بالتبرع للدفاع عن الجيزاوي، يبدو كحملة تسول "ميصحش كدة .. هما مصممين يهينوا كرامة المصري، وكأنهم بيقولوا اللي عايز يدافع عنه يتحمل التكاليف من الألف إلى الياء". وتضيف الجيزاوي، أنها لن ترفض التبرعات لو تم جمعها لأنها لا تملك حلا آخر، وتكمل أن المشكلة في أن الخارجية لم تعلن لمن يرغب في التبرع عن جهة أو رقم حساب، وهى لن تأخذ أية تبرعات مادية في يديها، " الخارجية معملتش كدة غير لحفظ ماء الوجه، بعد الهجوم اللي تلقته من الناس". في حين ذكرت الخارجية أن المستشار القانوني للقنصلية المصرية سيحضر كافة جلسات المحاكمة، أكدت شاهندة أن السفير علي العشيري، قنصل مصر بجدة، قد أخبرها بعد أن طلبت منه أن يساعد الجيزاوي في الترافع عن نفسه، وكتابة مذكرة الدفاع، أنه لن يستطيع حضور كل الجلسات، لكنه أكد لها أنه سيحضر الجلسة الأولى غدا الأربعاء. "مفيش هناك جمعيات حقوق إنسان نلجأ إليها للدفاع عن زوجي، إلا واحدة فقط تدعي ذلك، وهى أكثر من أهان زوجي، وأصدرت تصريحات على لسانه أدانته، وقالت إنه اعترف بالتهم الموجة له، وده غير حقيقي"، وتضيف شاهندة أنهم أقنعوه بكتابة خطاب للعاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبد العزيز، يعبر فيها عن سعادته بعودة العلاقات بين السعودية ومصر، وأن هذا الخطاب سيكون سببا في العفو عنه، وهو ما لم يحدث. وتضيف أن زوجها ممنوعة عنه أية اتصالات، وأنها تطمئن عليه عن طريق زملاء له في الزنزانة تتصل بهم، والقنصلية المصرية كانت تذهب لزيارته .. لكنها امتنعت عن ذلك منذ شهر تقريبا. وعبرت شاهندة الجيزاوي، في نهاية حديثها، عن سعادتها بالإفراج عن صحفية "الوطن" شيماء عادل، وذكرت أن الظروف المحيطة بقضيتها مختلفة تماما عن قضية زوجها، فنقابة الصحفيين، والجريدة التي تعمل بها، وقفت إلى جوارها على عكس ما قامت به نقابة المحاميين، التي تتجاهل القضية دون سبب واضح لموقفها، وحتى عندما إرسال خمسة محاميين، كمستشارين للجيزاوي حيث لا يسمح بترافع محامي غير سعودي عنه، لم تهتم بمتابعة استخراج تصاريح السفر لهم من السفارة السعودية، التي رفضت إعطاءها لهم. وتضيف أنه "على الرغم من أن دولة السودان ديكتاتورية لكنها استجابة إلى طلب الرئيس محمد مرسي وأفرجت عن شيماء، بينما المملكة السعودية مازالت تتعامل معنا بتكبر واستعلاء، عند أي حديث حول إلغاء نظام الكفيل أو أوضاع المصريين في السعودية". وقالت إن الدكتور ياسر علي، القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، قد وعدها قبل سفر الرئيس محمد مرسي إلى السعودية بأنه سيطالب بالإفراج عن زوجها أحمد الجيزاوي، ووعدها أنه سيعود مع شهر رمضان الكريم، لكنه توقف عن الاتصال بها أو الإجابة على اتصالاتها، وهى مازالت تطالبه بتنفيذ وعده.