أطلق عدد من النشطاء الأقباط حملة لتوثيق وفضح ما سموه «الجرائم الإرهابية» التى ارتكبها تنظيم الإخوان وأنصاره ضد الأقباط والكنائس خصوصا، والمصريين عموما، منذ عزل رئيسهم السابق محمد مرسى، فى الدول الغربية خصوصا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأرسل المركز المصرى للدراسات الإنمائية، المتخصص فى الشأن القبطى، تقريرا عن الأوضاع فى مصر باللغة الإنجليزية خلال الفترة الحالية، إلى كل من البيت الأبيض ومسئولين داخل الخارجية الأمريكية وإلى منظمات حقوقية دولية مثل هيومان رايتس ووتش، وعدد من المنظمات فى واشنطن وإنجلترا وفرنسا. وقال جوزيف ملاك، مدير المركز، ل«الوطن»، إن التقرير الذى أرسلوه للغرب تضمن عدة محاور منها ما يتعلق بوصف ما حدث فى مصر فى 30/6 بأنه انقلاب عسكرى، مؤكدين رفض الأقباط للخطاب الأمريكى بهذا الشأن، مشيرين إلى أن هذا الوصف غير حقيقى وأن الانقلابات العسكرية لها معايير معروفة فى المؤسسات العسكرية فى العالم وإن ما حدث فى مصر يعرف حسب القانون بالشرعية الثورية. وتابع: التقرير يؤكد رفض الأقباط للتلويح بوقف المساعدات الأمريكية فهذا الموقف يزيد كره الشارع المصرى للإدارة الأمريكية، وأن الأقباط لا توجد لديهم مطالب من الحكومة أو من الدول الغربية إلا استقرار الوطن وسلامة أراضيه، لأن الأقباط جزء من المجتمع المصرى ويرفضون استغلال مشاكلهم الداخلية لأغراض سياسية. وعن أحداث العنف ضد الأقباط وحرق محلاتهم ومنازلهم، والكنائس، قال «ملاك» إن الأقباط يؤيدون بيان الكنيسة المصرية التى قالت إنها تقدم كل ذلك قربانا لمصر ودعما للجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب، وإن ما يحدث ضد الأقباط أعمال إرهابية غرضها إثارة الفتنة والصدام بين شقى الشعب المصرى، وإثارة الحرب الأهلية والطائفية، وكان رد الأقباط أن الدم المصرى أغلى من الجدران ومبانى الكنيسة والأموال، فنحن جميعا أقباطا ومسلمين ضد الإرهاب. وأطلق النشطاء الأقباط حملة «إرسال مليون خطاب لأوباما»، موحدة الصيغة على الإيميل الشخصى للرئيس الأمريكى، تنتقد موقفه من 30 يونيو، وقال إيهاب شنودة، أحد النشطاء الأقباط، إن الخطاب يتضمن نقداً للموقف الأمريكى وازدواجيته فى التعامل مع مصر من أجل المصالح الأمريكية فقط، وشمل الخطاب التأكيد أن الملايين الذين خرجوا فى التظاهرات السلمية لإسقاط حكم الإخوان ألزموا الجيش المصرى على الوقوف بجوارهم، تجنباً للوقوع فى حرب أهلية تدور بين الشعب وفصيل إرهابى مسلح اسمه الإخوان. وأضاف شنودة: «الجيش المصرى ملزم باتخاذ موقف من المجموعات المسلحة، ومواقفه يباركها المصريون، وإن ما يفعله الجيش الآن لحماية الأمن القومى، فعلته أمريكا من قبل حيث أرسلت الحرس الوطنى للسيطرة على أعمال الشغب فى لوس أنجلوس، وعلى الرغم من أن المشاغبين لم يكونوا مسلحين، فإنه كان عليهم أن يواجهوا بنادق الحرس الوطنى وليس الغاز المسيل للدموع، كما حاصرت أمريكا مجمع السبتيين فى واكو بولاية تكساس بالعربات المدرعة واقتحمته واندلع حريق وتوفى كثيرون، إن أمريكا دافعت عن أمنها القومى بالأسلحة فلماذا تلومون الجيش على الدفاع عن أمن مصر القومى؟». فى سياق متصل، عقد أمس عدد من النشطاء الأقباط مؤتمرا تحت عنوان «أقباط مصر يتحدون أمريكا والاتحاد الأوروبى»، بفندق رمسيس هيلتون، وأصدروا ما سموه «وثيقة الوطن» أعلنوا خلالها عن رفضهم لزعم أمريكا وأوروبا حماية الأقباط والتباكى على حرق الكنائس، متمسكين بما أعلنه البابا تواضروس الثانى من أن الأقباط لا يقبلون حماية من أحد لأنهم جزء من نسيج الوطن ويحتمون به، وللتأكيد على رفض الأقباط أى تدخل غربى تحت مزاعم حماية المسيحيين.