بعد أن اطمأن الإخوان إلى حرق كنائس السويس، اصطفوا أمامها لحمايتها، تماماً «كمن يقتل القتيل.. ويمشى فى جنازته»، هكذا هم الإخوان، لا يتناهون عن منكر فعلوه، يكذبون كما يتنفسون.. كان المشهد لافتاً ومثيراً للدهشة والاستنكار، عندما اصطف عشرات من عناصر الجماعة، أمس الأول، أمام كنائس شارع الجيش، بحجة حمايتها، وهم من أحرقوها وأتلفوها، قبل أيام قليلة. كان الإخوان أحرقوا، فور فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة»، الكنيسة الإنجيلية، وكنيسة الراعى الصالح، كما أضرموا النار، فى مدرسة الفرنسيسكان القبطية والكنيسة الملحقة بها، وأتلفوها بالكامل، وسرقوا محتوياتها، حتى «غدت أثراً بعد عين»، قبل أن يعودوا أمس الأول، فى مشهد مريب وطريف، عندما تظاهروا بحمايتها، بغية إظهارهم، أمام فضائياتهم الخاصة والمأجورة، أنهم من يحمون الكنائس، لا من يحرقونها. فى المقابل، رأى سياسيو المحافظة، أن الجماعة تواصل «ألاعيبها»، فبعد أن أحرقت الكنائس، تريد الآن أن تظهر أمام العالم أنها من يحميها ويدافع عنها، وأن عناصر لا تنتمى إليها، هى التى تفعل ذلك. مصدر كنسى بالسويس، بدا ممتعضاً من اصطفاف الإخوان، أمام كنيسة «الراعى الصالح»، مؤكداً فى تصريحات ل«الوطن»، أن مؤيدى الرئيس المعزول، هم من أحرقوا الكنيسة، يوم الجمعة الماضى، وأتلفوها بالكامل، حتى غدت -على حد قوله- «خرابة»! وتابع: دروع الإخوان التى تحيط بمبنى الكنيسة، لا قيمة لها، لأنهم يحرسون خرابة، لم تعد تصلح حتى لإحراقها مرة أخرى، مشدداً على أن ما تصنعه الجماعة، يعكس خبث طويتها، وسوء نيتها، وإصرارها على الكذب والخداع، وإظهار ما لا تبطن. وتساءل المصدر الكنسى: لماذا لم تحمِ الجماعة كنائس السويس، يوم إتلافها، وتريد أن تُظهر للرأى العام «العالمى»، أنها «حامية حمى الوحدة الطائفية»؟! ويرى المصدر الكنسى، أن إدانة العالم للجماعة بسبب حرق الكنائس، هى ما يدفعها إلى تغيير سياستها، والادعاء بأنه لا علاقة لها بذلك، لا سيما أنهم حرصوا على التقاط صورة حمايتهم «الوهمية» للكنائس، وبثها على فضائياتهم ومواقع التواصل الاجتماعى. من جانبه، أكد على أمين القيادى الوفدى بالسويس، أن تصرّف جماعة الإخوان بتشكيل دروع بشرية لحماية الكنائس المحترقة «أمر سخيف»، ويعكس سذاجة عقلية الجماعة، التى لا تزال تتوهم أنها قادرة على خداع الرأى العام، مشدداً على أن الجماعة تريد أن تغسل يديها من إتلاف الكنائس، وتوريط تيارات إسلامية أخرى، فى تحمل المسئولية. من ناحية أخرى، أمرت النيابة العامة بالسويس، مساء أمس الجمعة، بحبس كل من: عبدالرحمن يوسف إبراهيم الدسوقى، المسئول الإدارى لجماعة الإخوان بحى الجناين بالقطاع الريفى، وأحمد محمد مراد، القيادى بالجماعة وعضو المكتب الإدارى لها بالسويس، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بالتحريض على العنف والاعتداء على قوات الجيش وحرق الكنائس خلال أحداث العنف الأخيرة التى شهدتها محافظة السويس.