"الأقباط هم الذين أحرقوا الكنائس أو أمن الدولة بموافقة البابا.."، هل وصل الأمر بهؤلاء المخبولين المسعورين إلى أن يتهموا المسيحيين بأنهم وراء حرق كنائسهم؟! هل قيادات الإخوان و"شوية المعتوهين اللي بيطلعوا في الجزيرة" وصل بهم الأمر لتوصيل هذه الخرافات والشائعات إلى الإعلام الغربي وكأنهم "عصافير الجنة"؟! اندهشت كثيرا، بل أصابتني ضحكة "هيستيرية" فور سماع وائل قنديل في "بي بي سي" وآخر على الجزيرة يتحدثون بثقة ويتهمون علانية الجيش والشرطة بحرق الكنائس بموافقة البابا تواضروس.. مازلت أضحك.. بل رأى واحد منهم أن الأقباط قد يكونوا وراء حرق كنائسهم.. "يخرب بيت كده". هاجم بلطجية الإخوان وأتباعهم المسلحين الكنائس والمباني التابعة لها في تصرف قبيح وأسود.. تلك التصرفات الهمجية والإرهابية لا علاقة لها بالدين ولا علاقة لها بعادات وتقاليد المصريين.. من فعل هذه التصرفات هم ليسوا مصريين.. نعم.. وصدقوني.. لا يمكن لمواطن مصري شريف يحب وطنه أن يرتكب حماقة مثل ما شهدته كنائس مصر من اعتداءات. ولكن.. ظهرت وطنية الأقباط الذين يرون كنائسهم تحترق أمام أعينهم دون حماية ودون دفاع عنها، ورغم ذلك راح الأقباط يدونون ويغردون على صفحات التواصل الاجتماعي: "الكنيسة مش في الحيطان والطوب.. احرق واهدم زي ما انت عايز يا إرهابي.. لكن وطني وديني في قلبي"، الأقباط ينفذون المقولة الشهيرة التي نطقها البابا شنودة الثالث ورددها جميع المصريين في العالم كله وهى "مصر ليست وطنا نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا". وقبل أيام.. تحولت أغنية تُحيي الجيش المصري على دوره في 30 يونيو، ويستمع لها غالبية المصريين بشكل طبيعي لسبب وحجة للهجوم على الأقباط ومحالهم، حيث هجوم المتطرفين على منازل الأقباط بالقرى وحرقها ونهبها بشكل كلي، ولتصل الخسائر وفق التقديرات الكنسية لملايين الجنيهات. أقول لهؤلاء المسلحين الهمجيين إن كنيستي فداء لوطني، وإن أصدقائي وجيراني المسلمين هم الذين يعيدون لي كنيستي الجديدة، أقول لكم أيها الجهلاء، أنتم تحرقون وتحطمون الكنائس ولكن لن تستطيعوا حرق النفوس الوطنية وتحطيم جدار التاريخ والحضارة، لو الأقباط لم يجدوا كنيسة للصلاة فيها سيلجأون إلى المساجد للصلاة فيها.. "فموتوا بغيظكم".