ليس لديهم أي انتماءات سياسية أو حزبية، إنسانيتهم فقط هي التي دفعتهم للتدخل لإرجاع بسمة أهالي المفقودين بعودة أبنائهم، أو حتى من منطلق إكرام الميت دفنه، هكذا قرر مجموعة من طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة تدشين موقع "مفقودين"، في ليلة اليوم الأول من فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، لمساعدة الأهالي الوصول إلي ذويهم الذين فقدوا في الأحداث. "بغض النظر عن انتمائك الحزبي أو أفكارك السياسية.. مساعدتك في العثور على أحد المفقودين عملية إنسانية"، تحت هذا اللواء أطلق مصطفى محمود، وزملائه الخمسة، الموقع، وروجوا له عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لإيمانهم بدور الشبكات الاجتماعية في سرعة التواصل والتفاعل. بعد انطلاق الموقع بساعات انهال عليه المستخدمين، هكذا قال مصطفى ل"الوطن"، مشيرًا إلى أن الموقع يمكِّن مستخدميه من الدخول عليه بواسطة الهاتف المحمول، لتسهيل ولسرعة التواصل، في حين العثور على شخص مجهول الهوية يمكن تصويره في الحال، وإدخال بياناته المتمثلة في الاسم والسن، والنوع والمحافظة والمكان الذي وجد فيه، وأي معلومات أخرى متوفرة، مضيفًا أن هذه هي الآلية الأولى للموقع. وأشار طالب الهندسة، إلأى أن هناك آلية آخرى تتمثل في إدخال أهل المفقود لبياناته وصورته، لتنشر على الموقع، ليتمكن من أن يرى المفقود سواء في أحد المستشفيات أو في الأقسام، أو حتى في حالة العثور على جثته من توصيله إلى أهله. بعمل دؤوب، وجهد متصل وفي غضون يومين، أُدخل على الموقع بيانات 500 شخص، سواء من قبل ذويهم أو من عثر عليهم، وبمتابعة محمود وزملائه لبيانات المفقودين، لوحظ أن أغلب الحالات كانت من الرجال بداية من عمر الخامسة والعشرين، وحتى الأربعين، بينما قلت أعداد الأطفال والنساء، وتراوحت أماكنهم بين محيط ميدان النهضة، ومنطقة رابعة العدوبة ورمسيس.