وصف نادر جرجس، عضو اللجنة الوزارية لإحياء مسار العائلة المقدسة، قرار البابا فرنسيس الثانى بابا الفاتيكان باعتماد مسار العائلة المقدسة ضمن رحلات الحج الفاتيكانى بالنقلة التاريخية لمصر سياسياً واقتصادياً وسياحياً، وسيسهم فى تحسين الصورة الذهنية لمصر، منوهاً بأن هناك محاولات كانت تتم منذ عقود لاعتمادها إلا أنها باءت بالفشل بسبب رفض الفاتيكان آنذاك اعتماد بعض نقاط المسار.. وإلى نص الحوار. فى البداية، ما هو مسار العائلة المقدسة؟ - هو المسار الذى قطعته السيدة مريم العذراء وابنها السيد المسيح داخل مصر أثناء هروبهما من اضطهاد الإمبراطور هيرودوس الذى اضطهد المسيحية فى فلسطين وحاول قتلهما، حيث سارت العائلة المقدسة فى رحلة الهروب من بيت لحم بفلسطين حتى استقرت فى عدد من المناطق وهذه الأماكن كل جزء منها يمثل مقطعاً من مقاطع المباركة بعد أن سارت العائلة فى طرق غير تقليدية خوفاً من الملك وعيونه. كيف تقيّم اعتماد بابا الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة كأحد برامج الحج الفاتيكانى؟ - هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية لمصر سياسياً واقتصادياً وسياحياً انتظرنا تحقيقها طويلاً وستسهم بلا شك فى تحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج وفى تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، فالمسار معتمد من الكنيسة الشرقية منذ القرن الرابع الميلادى إلا أن الكنائس الغربيةوالفاتيكان كانت متفقة جميعها على وجود العائلة المقدسة فى مصر إلا أنها كانت مختلفة على النقاط وخط السير الذى مرت به العائلة المقدسة داخل مصر وهو ما نجحنا فى إقناع الفاتيكان به من خلال الوثائق والدلائل. «جرجس» ل«الوطن»: دعوة «الفاتيكان» لزيارة مصر دعم كبير للسياحة كم عدد برامج الحج الفاتيكانى ومتى تبدأ رحلات مسار العائلة المقدسة؟ - رحلات مسار العائلة المقدسة ستبدأ منتصف شهر مايو 2018، أما عدد برامج الحج الفاتيكانى فتبلغ 5 برامج بعد إضافة المسار، البرامج ال4 الأخرى هى برنامج الحج للقدس والأردن والثانى برنامج كنيسة اللورد بفرنسا والثالث كنيسة سانت فاتيما بالبرتغال والرابع الفاتيكان فى روما. ما الأعداد المتوقع أن تأتى سنوياً لزيارة المسار؟ - أعتقد أن مصر قادرة على جذب نحو «1 من الألف» من أعداد مسيحيى العالم وعددهم نحو 2 مليار مسيحى بما يعادل نحو 2 مليون سائح فى العام سيتم زيادتها بشكل تدريجى، وأؤكد أن مصر بدأت بالفعل فى استعادة مكانتها السياحية التى تستحقها بما تملكه من مقومات لا تتوافر فى غيرها من الدول وهذه الأعداد يمكن مضاعفتها خلال سنوات قليلة. هل السياحة الدينية نمط مستحدث على البرامج السياحية لمصر؟ - بالعكس.. فرحلات المسار كانت تنظم منذ زمن طويل لمسيحيى الشرق وكان يتم تنظيم برامج سياحية لها إلا أنه فى السنوات الماضية تراجع الإقبال على الرحلات وقلت الدعاية لها وتجاهلتها شركات السياحة بسبب الظروف السياسية والأمنية التى مرت بمصر خلال السنوات التى تلت ثورة 25 يناير، والسياحة الدينية تعتبر حالياً هى فرس الرهان بالنسبة للسياحة المصرية لأن مَن يؤدى شعيرة دينية وروحانية لا يمنعه شىء عنها. استخدام الفنادق العائمة لتسكين السياح فى مدن الصعيد.. وتجهيز 8 مواقع لانطلاق الرحلات.. والسياحة الدينية تجذب الروحانيين والمتدينين كيف ترى دعوة البابا فرنسيس الثانى بابا الفاتيكان العالم لزيارة مصر؟ - كلمة البابا كانت رائعة وتاريخية ودحضت كل الأكاذيب والشائعات التى تم ترويجها عن مصر وكانت أكبر رسالة دعاية لمصر فى العالم بأنها بلد الأمن والأمان، فبابا الفاتيكان يعامَل كرئيس دولة ويتبعه أكثر من 1.3 مليار مسيحى وسيكون لهذه الكلمة أثر كبير فى الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة. كم عدد مواقع مسار العائلة المقدسة داخل مصر؟ - مواقع المسار تبلغ 31 موقعاً، تم تجهيز 8 مواقع منها لبرنامج مسار العائلة المقدسة داخل مصر سيتم البدء ب5 منها، هى دير الأنبا بيشوى ودير السريان ودير الباراموس بوادى النطرون، ومغارة أبى سرجة والكنيسة المعلقة بمصر القديمة ودير العذراء فى المعادى، وجارٍ العمل حالياً على 3 مواقع أخرى وهى جبل الطير بالمنيا وبه كنيسة الملكة هيلانا والدة الملك قسطنطين، ودير المحرق بجبل قسقام فى أسيوط وهى آخر محطة لمجىء العائلة المقدسة إلى مصر ودير السيدة العذراء بجبل درنكة فى أسيوط. هناك بعض نقاط المسار داخل الصعيد وبالتحديد بالمنيا وأسيوط كيف ستحلون أزمة نقص الطاقة الفندقية هناك؟ - بالفعل، لدينا خطة عاجلة لمعالجة المشكلة حيث سيتم استخدام الفنادق العائمة بالنيل وعددها نحو 261 فندقاً لإقامة المقبلين للحج وتجهيز الفنادق الثابتة بكل مدن الصعيد والتأكد من جاهزيتها لاستقبال السياح وهو ما نعمل عليه من الآن، كما نعمل مع هيئة التنمية السياحية على الانتهاء من تشييد الغرف الفندقية تحت الإنشاء والتى يبلغ عددها أكثر من 200 ألف غرفة فندقية مع الحرص على سرعة الانتهاء من الفنادق التى تقع ضمن مدن مسار العائلة المقدسة. فى رأيك، ما الإضافة التى سيقدمها المسار للسياحة المصرية؟ - سيضيف نوعيات جديدة من السياح لزيارة مصر من المسيحيين الروحانيين والمتدينين من مختلف جنسيات العالم وهو ما سيزيد من الإيرادات السياحية ويعزز من الدخل القومى للدولة، إضافة إلى أن السائح المقبل لزيارة المسار يأتى طوال العام مما يجعل المدن التى تقع داخل المسار منتعشة على مدار السنة وبها حركة مستمرة، وسيحيى المسار العديد من المدن المصرية ويضعها على خارطة السياحة العالمية. هل هناك جنسيات معينة ستأتى لزيارة مسار العائلة المقدسة؟ - خلال السنوات الماضية كان أقباط المهجر والمسيحيون الأرثوذكس يتوجهون لزيارة بعض نقاط المسار، أما الآن فإن المسيحيين التابعين للكنائس الغربيةوالفاتيكان سيبدأون فى زيارة رحلة العائلة المقدسة وأرى أن مسيحيى أمريكا اللاتينية وإيطاليا وروسيا وبولندا وإسبانيا والفلبين وكوريا سيكونون فى مقدمة السياح الوافدين. وكيف استعدت وزارة السياحة الجهة المنوط بها تنظيم رحلات المسار؟ - وزارة السياحة ولجنة إحياء مسار العائلة المقدسة هى التى قادت المفاوضات مع بابا الفاتيكان حتى تم اعتماد البرنامج ضمن برامج الحج الفاتيكانى وهى خطوة غير مسبوقة، أما عن الاستعدادات فقد بدأت هيئة التنمية السياحية فى العمل على ترميم وتجهيز بعض المواقع داخل المسار بالتعاون مع جهات أخرى، وستبدأ هيئة التنشيط السياحى فى تضمين البرنامج ضمن البرامج التى يتم الترويج لها من خلال الحملة الدولية للترويج للسياحة فى الخارج والبدء فى عرض البرنامج فى المعارض السياحية والدعاية الخاصة بمصر فى جميع المعارض الخارجية، كما بدأ العديد من الشركات السياحية فى التسويق للبرنامج من الآن. هناك مخاوف من قبل بعض العاملين بالسياحة من عدم جاهزية بعض مواقع المسار لاستقبال السياح؟ - اللجنة القائمة على إحياء المسار، التى يقودها يحيى راشد وزير السياحة، تعلم ذلك جيداً ولن يكون هناك أى موقع داخل المسار به قصور، بل إن كل المواقع سيتم تجهيزها قبل بدء الرحلات والمواقع غير الصالحة سياحياً تم استبعادها من المسار لحين تجهيزها، ولن تكون هناك عشوائية فى التنظيم. هل مصر فى طريقها لاستعادة الحركة السياحية الوافدة لمعدلاتها الطبيعية قبل 2011؟ - صورة مصر تغيرت بشكل إيجابى فى الخارج خلال السنوات الماضية بفضل الزيارات التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للعديد من دول العالم والثقة الكبيرة التى يتمتع بها دولياً وهو ما ساهم فى نمو الحركة السياحية خلال العام الحالى لأكثر من 50% مقارنة بالعام الماضى، وأعتقد أنه بإقرار المسار كأحد برامج الحج الفاتيكانى ستعود السياحة كما كانت قاطرة التنمية لمصر.
