واصل معارضون للرئيس محمد مرسى وأصحاب مطالب اجتماعية تظاهراتهم أمام قصر الاتحادية الرئاسى بمصر الجديدة، أمس، فيما نقل عدد من «صوت الأغلبية الصامتة» اعتصامهم من المنصة إلى بوابة القصر بدءا من مساء الثلاثاء، ونظم معارضو الرئيس مسيرات ليلية حول القصر ودعوا لمليونية «رفض عودة البرلمان» فى المكان نفسه غدا، ونشبت اشتباكات لفظية بين المعارضين وقوات الأمن، وبينهم وبين مارة ومؤيدين للرئيس كادت أن تتطور إلى مواجهات. وشهد محيط القصر هدوءا نسبيا، أمس، مقارنة بالأيام الماضية، فيما أعلن أهالى بعض المسجونين، الذين وصفوهم بالمظلومين، عن الاعتصام وافترشوا الحديقة المواجهة للقصر لمطالبة الرئيس محمد مرسى بإعادة التحقيق فى قضايا أبنائهم. وهتف أهالى المسجونين الجنائيين: «بنحبك يا مرسى»، «واحد اتنين العفو الشامل فين»، «يا مرسى يا بلاش واحد غيره ما ينفعناش»، مطالبينه بإصدار قرار بالعفو الشامل عن ذويهم، ورفعوا لافتات مكتوبا عليها: «إحنا أمهات المساجين.. إحنا اللى اتظلمنا كتير»، «السجن فى الحقيقة انت جربته.. والظلم على الشعب انت حرمته». وقالت هاجر عبدالرؤوف، من مؤسسة يوم السجين: «نطالب بإلغاء عقوبة الإعدام؛ لأنها عقوبة غير آدمية، وأن تتبع مصلحة السجون وزارة العدل بدلا من وزارة الداخلية، وأن يكون الحد الأقصى لأحكام الحبس 15 عاما، وأن تكون سنة المخدرات 9 شهور، واستعجال نظر النقض فى مدة أقصاها سنة، وسنواصل الاعتصام أمام الرئاسة حتى تنفيذ مطالبنا، ونسقنا مع السجناء لإضراب عن الطعام». وشهدت البوابة الخلفية للقصر تجمع العشرات من مساهمى ومتضررى شركة ومصنع «أجواء» للزيوت والسمنة، مساء الثلاثاء، متهمين مستثمرا سعوديا بالنصب عليهم والهروب خارج البلاد. ورفع متضررو أجواء لافتات مكتوبا عليها: «نريد الهارب محمد بن عيسى الجابر»، مرددين هتافات مناهضة للسفير السعودى بالقاهرة أحمد عبدالعزيز قطان. وقال المهندس إسلام أبوالفتوح: إن المستثمر السعودى باع لنا 40 مليون سهم ل 11 ألف مساهم بقيمة 500 مليون جنيه بالمخالفة للقانون، حيث اشترى المتضررون السهم بأربعة عشر جنيها، مؤكدا أن سعر السهم الحقيقى ثلاثة جنيهات فقط. وأضاف أبوالفتوح: «خدنا عليه أحكام قضائية بسنتين حبس، لكن المسئولين الكبار هربوا المستثمر السعودى»، متهما النائب العام بالتورط فى القضية وتشريد 11 ألف أسرة. وأعلن المتضررون عن نيتهم الاعتصام أمام القصر للضغط على الرئيس محمد مرسى، مطالبينه بالتدخل لإعادة أموالهم. فى السياق نفسه استمر معارضو قرار عودة البرلمان وأعضاء حركة «صوت الأغلبية الصامتة» وائتلاف «روكسى»، المعتصمون منذ مساء الاثنين، فى تظاهرهم أمام القصر الجمهورى طوال ليلة الثلاثاء، مرددين هتافات: «ياللى بتسأل ع الحرية الرئيس من غير شرعية». وتحرك المتظاهرون بمسيرة ليلية من البوابة الخلفية إلى البوابة الأمامية لقصر الاتحادية لمواصلة الضغط والاعتراض على قرار مرسى بعودة البرلمان، ووقعت اشتباكات بالأيدى بين المتظاهرين وبعضهم بسبب اختلافهم على التحرك بمسيرة أخرى إلى البوابة الرئيسية، حيث تحرك أعداد منهم وصلوا بمسيرة إلى الشارع المؤدى إلى البوابة الرئيسية، إلا أن قوات الأمن كثفت من وجودها وقامت بعمل حواجز حديدية لمنع المتظاهرين من الوصول للباب الرئيسى للقصر. واعترضوا سيارات تابعة للرئاسة أثناء دخولها وخروجها من القصر، وقاموا برفع أعداد من جريدة مستقلة معروفة بتأييدها للفريق أحمد شفيق ومعارضتها للإخوان المسلمين. وكادت اشتباكات لفظية أن تتطور بين المتظاهرين وقوات تأمين البوابة 4 من القصر بعد محاولة المتظاهرين دخول القصر لكن القيادات أقنعتهم بالتراجع إلى أماكنهم، وهو ما حدث وهتف المتظاهرون: «شرطة وشعب وجيش إيد واحدة». وكثف أعضاء حركة «صوت الأغلبية الصامتة» من تحركاتهم لدعوة المعارضين لمرسى وقراره بعودة البرلمان، لمظاهرة مليونية كبيرة، يوم الجمعة المقبل، أمام القصر الجمهورى لرفض تعدى الرئيس على سلطات القضاء. وشهدت المظاهرة وقوع اشتباكات لفظية وبالأيدى أكثر من مرة بين المحتجين والمارة من راكبى سيارات النقل العام والملاكى، لاعتراض المارة على مظاهرات معارضى مرسى.