حاول أكثر من 50 شاباً من القبائل البدوية فى أبورديس اقتحام قسم الشرطة على متن سيارات نصف نقل وبحوزتهم أسلحة آلية للإفراج عن سياراتهم المخالفة والمحجوزة داخل قسم الشرطة. كان البدو توجهوا إلى قسم الشرطة لإخراج السيارات بالقوة، دون الحصول على قرار من النيابة العامة بالإفراج عنها، ورفض نائب المأمور تسليمهم إياها إلا بإذن من النيابة العامة، مما أدى لحدوث مشادات كلامية تطورت إلى تجمع البدو وإشعالهم النيران أمام القسم واقتحامه بالقوة، بعد إطلاق الرصاص فى الهواء لإرهاب الضباط والأفراد. من جانبهم تبادل أفراد وضباط القسم النيران مع البدو دفاعاً عن أنفسهم، ولمنعهم من اقتحام قسم الشرطة، مما أدى لإصابة 4 من البدو بإصابات خطيرة، نُقلوا على أثرها إلى مستشفى شرم الشيخ، حيث توفى 2 منهم ينتميان لقبيلة القرارشة متأثرين بجراحهما. بعد مرور أكثر من 5 ساعات، جمع البدو أنفسهم مرة أخرى، محاولين اقتحام القسم ومحاصرته من جميع الاتجاهات، رداً على مقتل وإصابة أبنائهم، وأطلقوا وابلاً من النيران لمدة ساعة، فيما تعاملت معهم أجهزة الأمن بالمثل وطاردتهم فى الشوارع المحيطة بعد اختبائهم فى العمارات والشوارع المجاورة، وبدا المشهد كحرب شوارع أصيب فيها عدد كبير من قبيلة «المزينة». ونفى البدو إطلاقهم النيران على القسم، وأكدوا عدم وجود أى نوع من الأسلحة، وأنهم كانوا يطالبون بالإفراج عن السيارات بناء على قرار مدير الأمن، واللواء صدقى صحبى سيد، قائد الجيش الثالث الميدانى. وأكدوا أنه عند تسلمهم السيارات منعهم نائب المأمور المقدم عطا الكريم من تسلمها، وأحضر 3 ضباط وأمناء شرطة بحوزتهم أسلحة آلية وأطلقوا النيران عليهم وأصابوا 4 منهم بإصابات خطيرة. فيما أكدت مصادر أمنية ل«الوطن» أن البدو حاولوا اقتحام ديوان القسم بعد أن اعتدوا على نائب المأمور بالضرب، ثم أشعلوا النيران أمام بوابات القسم، وحاولوا اقتحامه بالقوة، وأطلقوا الرصاص من بنادقهم الآلية، وأصابوا 4 من البدو، بينما أصيب شرطى و2 من الضباط. من ناحية أخرى أكد أمناء وأفراد الشرطة أنهم مستعدون لصد أى محاولة اقتحام من البدو، ولن يسكتوا مهما كانت التضحيات، ومهما كانت الخسائر للنيل من المعتدين على أقسام الشرطة، وأنهم سوف يأخذون بثأر زملائهم الذين قُتلوا قبل ذلك على كمائن وادى فيران وعلى مكاتب البريد ومحلات الصرافة. وأكد شهود العيان من أبناء أبورديس أن الأحداث الأخيرة تعتبر انتهاكاً للشرعية ولهيبة الشرطة، وقال محمد مرسى إنه موجود فى المدينة منذ 12 عاماً، ولم يحدث خلال هذه الأعوام مثل هذه الحوادث، من هجوم البدو، ومحاولة فرض سيطرتهم على كل شىء حتى على القيادات الأمنية، وأضاف: إننى سمعت إطلاق نار كثيف وحاول البدو اقتحام القسم بالقوة، وفوجئنا فى حدود الساعة العاشرة مساء بمحاولة البدو مرة ثانية اقتحام القسم. ويضيف حسين سالم، من قبيلة القرارشة، أنه أثناء توجههم للمطالبة بالإفراج عن السيارات الموجودة داخل القسم طالبهم نائب المأمور بأوراق السيارات، ورفض بعدها تسليمها لهم، «فبدأنا وقفة سلمية طالبنا فيها بسياراتنا، وأشعلنا النيران، لكن الضباط أطلقوا النيران علينا دون إنذار». وقال أحمد عبدالواحد، صاحب كافتيريا بجوار القسم: «وأنا قادم من العمل سمعت إطلاق نيران بكثافة من قبل البدو، من جميع الاتجاهات على مبنى قسم الشرطة، ثم بدأ دفاع الجنود والأفراد عن القسم». لكن البدو أكدوا أنهم دافعوا عن أنفسهم، وأشار حسين موسى سالم، من قبيلة القرارشة، إلى أنه أثناء جلوسه فى المنزل سمع إطلاق نار عند القسم، وفوجئ بأن شباباً من البدو غارقون فى دمائهم لإطلاق نائب المأمور ومجموعة من الأفراد النيران عليهم وهم عزل. وقال جمعة حسين عطيش، صاحب سيارة محجوزة: إننا ذهبنا للإفراج عن السيارات التابعة لنا ففوجئنا بنائب المأمور يرفض تسليمها فوقفنا وقفة سلمية بعد إشعال النيران أمام البوابة، فخرج علينا نائب المأمور، ومعه 3 من الأفرد والضباط وأطلقوا النيران. من جهة أخرى علمت «الوطن» أن قبائل البدو بجنوب سيناء سوف تجتمع بعد تشييع جثمان المتوفين، لاتخاذ القرارات حول هذه المشكلة، إما بالتصعيد، أو باتخاذ أى إجراءات عدائية ضد الشرطة.