احترقت مركبة "كاسيني" وأنهت مهمتها الأخيرة، أمس الجمعة، بعد بعثة طويلة إلى كوكب زحل، عقب اتجاهها إلى الغلاف الجوي لزحل بسرعة 120 كيلومترا في الساعة. قبل 13 عامًا وصلت "كاسيني" إلى مدار زحل بعد مرورها بكوكب الزهرة والمشترى، ونجحت للوصول إلى نتائج هامة في يناير الماضي، منها اكتشاف تفاعلات كيميائية تحت سطح القمر المتجمد، إنسيلادوس، مما يشير إلى أن زحل يحوي بعضًا من أكثر الظروف المناسبة للحياة. وفي 15 أكتوبر 1997، أطلقت مركبة "كاسيني" ومنذ بداية رحلتة إطلاقها قامت بالدوران حول الكوكب، من أجل تصوير السطح وإعطاء الفلكيين معلومات هامة حول مكونات الغلاف الجوي، والمغناطيسي والأقمار الجليدية. ومجرد وصولها إلى زحل عام 2004م، بعد استغراقها نحو 7 سنوات أي ما يقارب 2.2 مليار ميل، بدأت بالتقاط صور تخطف الأنفاس للكوكب وحلقاته وأقماره. ودخلت المركبة الفضائية الغلاف الجوي، أمس الجمعة، لثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المشترى، الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، والتي تؤدي لاحتراق وذوبان كاسيني. وحققت المركبة العديد من الانجازات ومنها "جمع معلومات هامة في عام 2005م عن أكبر أقمار كوكب زحل "تيتان"، وسافرت 3.4 مليار كيلومتر، ودرات حول كوكب زحل 294 مرة، والتقطت أكثر من 453 ألف صورة، وجمعت بيانات وصل حجمها إلى 635 جيجابايت، واكتشفت 6 أقمار". ولم تتوقف إنجازاتها عند هذا الحد، بل واصلت إنجازاتها، فنجحت في اكتشاف محطة من الماء السائل تحت قشرة القمر "إنسيلادس"، وذلك يعني احتمالية وجود حياة هناك، وشارك 5 آلاف عالم في إدارة مهمات كاسيني. وبعد 20 عامًا من السفر في الفضاء بدأ الوقود ينفد منها، وأسندت لكاسيني مهمة أخيرة، وهي أن تؤدي "سقطة الموت" خلال غلاف زحل السميك بسرعة 120 ألف كيلومتر في الساعة. وفي ال 15 من سبتمبر الجاري، انتهت مسيرة مركبة الفضاء كاسيني في كوكب زحل الذي ظلت تستكشفه لمدة عشرين عامًا، حيث اختار العلماء هذه النهاية لها لمنع تلوث أحد أقمار كوكب زحل الذي أظهرت صور التقطتها كاسيني احتمالية وجود حياة على سطحه.