سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| وكيل مؤسسي حزب التحرير: الانتخابات حرام والخلافة هدفنا والسعودية ليست "إسلامية" عبد القوي: ليس للحزب نشاط ملموس ونكتفي بالتنظير.. وسنتعاون مع الإخوان إذا طبقوا شرع الله فقط
"التحرير الإسلامي"، اسم أحد الأحزاب الراديكالية الأصولية، التي ظهرت في بدايات خمسينات القرن الماضي، وبدأ ظهور الحزب علي يد قاضي قضاة القدس، تقي الدين النبهاني، الذي حدد هدف الحزب بالعمل على إقامة دولة الخلافة الإسلامية في العالم. ومن وقتها انتشر الحزب بين دول العالم الإسلامي مروجا لفكرة الخلافة، متبنياً منهج الدعوة والنقاش والفكر، حتى أخذ عليه رفضه لفكرة الثورات والأعمال المسلحة، حيث يتهمه كثير من الإسلاميين بأنه "حزب تنظير" يكتفي بالكلام ويريد أن يغير واقع المسلمين بمجرد التنظير. وفى مصر، ظهر الحزب عام 1958 علي يد مجموعة من شباب الإسلاميين، ومنهم محمد عبد القوي، وكيل مؤسسي حزب التحرير، بعد ثورة يناير. وقد وقعت خلافات بين حزب التحرير ونقابة الصحفيين، بعد إلغاء مؤتمر الحزب مؤخرا. "الوطن" أجرى حوارا مع عبد القوي، لتوضيح أفكار حزبه وتوجهاته السياسية والفكرية تجاه مستقبل البلاد ومشروع الخلافة. هل خرج حزب التحرير من تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين؟ التحرير ليس له أى علاقة بالإخوان، و يختلف عن الجماعة في المنهج واستنباط الأحكام، والطريقة التي يريد بها وصول كل منهم لدولة الخلافة، فالتحرير يسير على نهج الرسول في إقامة الخلافة ولا يجد لها طريقا آخر. متى بدأ حزب التحرير نشاطه في مصر؟ بدأ العمل في مصر من خلال مجموعة من الشباب الإسلاميين المقتنعين بإقامة دولة الخلافة في مصر عام 1958، وكانوا مجموعة من طلاب كلية الحقوق جامعة القاهرة، وشرفت أن أكون أحدهم، والآن وبعد الثورة، أتيحت لنا الفرصة أن نعلن مبادئنا وأهدافنا، من خلال حزب سياسي مشهر، سيقدم أوراقه إلى لجنة شؤون الأحزاب بعد مؤتمر الخلافة، المقرر عقده السبت؛ ليعبر عنا بعد سنوات القمع التي تعرضنا لها من الأجهزة الأمنية. كيف تعامل النظام مع حزب التحرير عند ظهوره؟ تصادمت أجهزة الأمن بشباب التحرير من طلاب الشريعة، الذين أيقنوا أنه لا مفر من وجود خليفة يوحد المسلمين، وخاصة بعد ثورة 23 يوليو، حيث كانت السلطة تعادي أي عمل إسلامي، عبد الناصر قذف بالإخوان في السجون، وجاء السادات ليضع المادة الثانية في الدستور ليستقطب رجال الدولة الإسلامية فى مواجهته مع الشيوعيين، ولكن عادت الحملات الأمنية من جديد في عهد مبارك. وماذا عن علاقة الحزب بالجماعات التي اتخذت العنف سبيلا لعودة الدولة الإسلامية خاصة في التسعينيات ؟ استخدام العنف مخالف للشرع، وشباب التحرير لا يحمل السلاح وأسلوبنا الفكر والدعوة فقط. وما الصعوبات الأمينة التي واجهت التحرير قبل الثورة ؟ في عام 2002 قبض على 150 شاب من شباب الحزب، وحكم على 26 واحدا منهم بالسجن 5 سنوات؛ بتهمة الدعوة لفكر حزب التحرير الذي يدعوا لإقامة الخلافة الإسلامية، وكان عار على القضاء المصري الذي يحكم بمبادئ الشريعة حسب الدستور أن يصدر حكما بالسجن على من يريدون تطبيق الشريعة. وخرجت من المعتقل عام 2004، واعتبر ذلك سبة في تاريخ النيابة وتاريخ القضاء المصري أن يوقع عقوبة على حامل فكر. وماذا عن نشاط الحزب داخل مصر ؟ الحزب ليس له نشاط مادي ملموس، لكن له نشاط فكري يحاول من خلاله نشر مفاهيم دولة الخلافة. وكيف تدار العلاقة بين الحزب في مصر والمقر المركزي للحزب في بيروت ؟ لا يمكن أن نقول بأن المقر الرئيسي للحزب فى بيروت هو المتحكم في مسار الحزب، لكن الحزب في كل بلدان العالم يتعامل بمنطق "أهل مكة أدرى بشعابها"، فشباب مصر يحملون فكرة الدعوة في ولاية مصر، والإمارة للحزب ككل، وكل بلد من البلاد يعمل بمفهوم الولاية. والصلة لا تعني التبعية ولكن علاقة فكرية، وفي مصر شباب حزب التحرير يعمل للحصول على ترخيص لإقامة حزب سياسي ليسلك الطرق الشرعية لإقامة دولة الخلافة من الناحية الفكرية. ما هي السبل التي يسلكها الحزب لإقامة الخلافة ؟ استنباطنا من الرسول الطريق للوصول للحكم عن طريق الحزب، فالتصارع السياسي لدينا عن طريق الحوار الفكري وكشف خطط الكفار لهدم بلاد المسلمين، حتي يقيموا دولة الخلافة، فنشاط الحزب تثقيفي يعمل مع المجتمع وينشر فكرة دولة الخلافة، ويقنع بها العامة حتى يتجمعون جميعاً، ويطلبوا النصرة من أهل القوي للوصول للسلطة وإقامة الدولة الإسلامية. ولماذا لم يصل حتى الآن أي فرع من فروع الحزب بالبلدان الإسلامية للسلطة ؟ لأن الحزب لا يقبل الاشتراك في السلطة إلا بما أنزل الله، وليس عن طريق الانتخابات التي تخالف شرع الله، فلا يقبل التحرير أن يكون شريكا في حكم لا يحكم بما أنزل الله به. وهل من بلدان عربية حقق فيها الحزب نجاحا نسبيا؟ لبنان مقر الإمارة المركزية، وأصبح نشاط الحزب في جميع المجالات بتونس، وفي مصر أصبحت الخلافة الإسلامية مسار جدل في شوارع مصر، وفى إندونيسيا يحققالحزب نجاحا كبيرا، وفى السعودية هناك من يسعي لإقامة الخلافة بالرغم من رفض المملكة للخلافة ومحاربتها لها. وهل يعني وصول الإخوان للحكم في مصر تسهيل الطريق لحزب التحرير لممارسة نشاطه في إقامة دولة الخلافة؟ الإخوان لهم طرقهم في تطبيق شرع الله، وهذا يسهل على المسلمين إقامة دولة الخلافة؛ فالعمل في صالح شرع الله يصب في مصلحة دولة الخلافة المرجوة، وتواصلنا مع الإخوان بالفعل، وكان هناك اجتهاد لكل منهم لنتبادل الرأي وعرض وجهات النظر بتصور إسلامي، وقدمنا لهم مشروع الدستور الذي أعددناه في الستينات، والذي استنبطناه من كتاب الله وسنة رسوله. وماذا عن رأيكم في الديمقراطية ؟ الديمقراطية والحريات مخالفة للإسلام، فجميع الأنظمة السياسية التي نشأت ضد الكنيسة في العالم الغربي غرضها فصل الدين عن الحياة، وهو فكر دخيل بجميع صوره وأفعاله، لا نوافق عليه، والديمقراطية عند صانعيها حكم الشعب بيد الشعب، ولكن في الإسلام حكم الشعب بيد الله، وأحكام الشريعة لا تدخل في التصويت من العامة في مجلس شوري أو شعب. وماذا عن خوض الانتخابات ؟ نحن لا ندخل انتخابات يعرض فيها التشريع الإسلامي على السلطة التشريعية ليقول الناس نأخذه ولا نأخذه، وهذا مخالف للإسلام، ولا يجوز أن تكون أحكام الإسلام مجالا للتصويت من جانب البشر، وهذا الفرق الأساسي بين الديمقراطية والإسلام، والمادة الثانية عندما جاءت بكلمة "مبادئ" قبل الشريعة تجاهلت مبادئ الإسلام، فما كان لمؤمن أو مؤمنه أن يكون له خيرة في أمره، فأنا أدخل مجلس الشعب لمحاسبة الحاكم فقط. وهل يكتفي الحزب بإبداء الرأي خلال عمله داخل البلاد؟ يكتفي الحزب بالدعوة والمناقشات والجدال الفكري. وماذا سيكون رد فعلكم حال رفضت لجنة الأحزاب التصريح للحزب بالعمل بدعوى أنه قائم على أساس ديني ؟ سنلجأ للقضاء المصري للحصول على الترخيص. وما مصادر تمويل الحزب ؟ عن طريق تبرعات واشتراكات أعضاء الحزب المقتنعون بدولة الخلافة، ولا نقبل مال لدعم الحزب إلا ممن يقتنع بأفكاره. يري البعض أن التحرير حزب تنظيري أكثر منه حزب يسعي للسلطة ؟ لا نقوم بنشاط مادي، ولكن نقوم بنشاط فكري غير قائم على التمويل، والفكر هو مفهوم العمل السياسي في منهج حزب التحرير، والصراع الفكري والدعوة هم أصل الدعوة التي أتى بها رسول الله. وما رأيك في النموذجين الإيراني والسعودي؟ نحن لا نعترف بإيران والسعودية كدول إسلامية، ولكنها دول يسكنها المسلمون فهم لا يطبقون شرع الله، والسعودية نظامها نظام ملكي تابع لأمريكا، وعميلة للكفار، والإخوان عندما يصلون للحكم ويطبقوا شرع الله سنكون معهم ولكن إن لم يطبقوا شرع الله لن نكون معهم بالطبع.