حث المشاركون في القمة الدولية للإعلام المنعقدة بالعاصمة الروسية موسكو حاليا، وسائل الإعلام على عدم الخوف من استخدام التكنولوجيات الحديثة المتطورة، وطالبوا القراء والسلطات بحماية وضمان حقوق الصحفيين. وقال مدير شبكة (بى بى سي) البريطانية بيتر هاروكس قوله أمام اجتماع القمة اليوم -الجمعة- إن شبكات الإنترنت تعطي الفرصة لوسائل الإعلام للتطور، مشيرا إلى أن القراء كانوا يعتمدون اعتمادا مطلقا على ما تقوله لهم وسائل الإعلام المختلفة، ولكن الإنترنت أتاح لهم الفرصة للتفاعل وكتابة التقارير الإخبارية وفي بعض الأحيان أسرع من الصحفيين أنفسهم، مشيرا إلى أن الإنترنت أضحى بمثل أداة للمشاركة في المجتمع وفي صناعة الأخبار؛ حيث إنها تتيح لهم مزيدا من الحرية للتواصل. وأعرب مدير شبكة (بي بي سي) البريطانية عن اعتقاده بعدم الخوف من الأدوات المتطورة والحديثة، مشيرا إلى أنه في حال التزام وسائل الإعلام بالأفكار والمعتقدات القديمة والإصرار على ضرورة التحكم بتدفق المعلومات، فإن وسائل الإعلام ستكون الخاسر الأكبر في خضم العملية التنافسية القائمة. من جانبه، أكد مدير المكتب الأسيوى الأوروبي ضرورة تطوير وسائل الإعلام ومواكبتها للعصر، إضافة إلى إقامة مزيدٍ من العلاقات مع أشخاص جدد من مختلف الأعراق والحضارات، ولاسيما تعزيز مبدأ التطور ومشاركة الخبرات ودعم عملية تطوير العنصر البشري بكافة الطرق، وتنفيذ المهمات الهادفة للنفع والاهتمام بالقضايا الاجتماعية. وتابع تيجان، مؤكدا على ضرورة إدراك استراتيجيات التحول وإنشاء نظام حديث لنشر المعلومات للعالم متعدد الأقطاب على وجه السرعة. وأضاف أنه وسط تشكل عالم متعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية، فإنه من الضروري إقامة تعاون بين مختلف وسائل الإعلام على وجه لم يسبق له مثيل. وفي السياق نفسه دعا نائب المدير العام للمعلومات والاتصالات بمنظمة الأممالمتحدة للتعليم والعلوم والثقافة "اليونيسكو" جانيس كاركلينس وسائل الإعلام، إلى أن تأخذ على عاتقها مزيدا من المسؤولية، وأن تسعى لدعم الديمقراطية إضافة لمكافحة الفساد ومحاسبة الحكومات عن قراراتها. وذكرت تقارير رسمية أن عام 2012 قد يسجل أرقاما قياسية في إعداد الصحفيين الذين لقوا مصرعهم خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، وأن أعدادا كبيرة منهم لقوا مصرعهم ليس فقط خلال الأحداث الدامية في سوريا، وإنما أيضًا في زمن السلم خلال إجراء تحقيقات عن قضايا إجرامية مرتبطة بالفساد والجريمة المنظمة. وقال نائب المدير العام للمعلومات والاتصالات بمنظمة الأممالمتحدة للتعليم والعلوم والثقافة "اليونيسكو" جانيس كاركلينس أن ذلك أسفر عن فرض رقابة ذاتية وقيود على حرية التعبير عن الآراء بكل حرية. وقال إن الدولة التي تقوض حقوق الصحفيين، تقوض حق المجتمع في المعرفة وحث جميع الدول على مراعاة هذه الحقوق للصحفيين. وتجدر الإشارة إلى أن قمة الإعلام العالمي التي تنظمها وكالة أنباء إيتار تاس الروسية في موسكو وتم افتتاحها أمس الخميس قد شهدت إقبالا غير مسبوق من حيث عدد الوفود؛ حيث يشارك بها أكثر من 300 مسؤول إعلامي كبير يمثلون 213 مؤسسة إعلامية من بينها وكالة أنباء الشرق الأوسط من حوالي 102 دولة.