كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن الأسباب الحقيقية وراء موافقة مصر على لقاء كاثرين آشتون، ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي رفض من قبل مقابلة مسؤولي منظمات حقوقية مصرية. وقالت الصحيفة إن "هناك عدة أسباب وراء هذا اللقاء منها الضغوط الخارجية للاطمئنان على صحة المعزول، خاصة بعد مناشدة جماعة الإخوان، دبلوماسيين أجانب التحرك من أجل الإفراج عن مرسي بكل السبل المتاحة". كان عدد من المسؤولين والدبلوماسيين الأجانب أبدوا قلقهم الكبير على حالة مرسي، بالإضافة إلى منظمات حقوقية ومحامين تابعين للجماعة، والذين يشعرون بأن اختفاء المعزول يُشعر جماعة الإخوان بعدم العدالة والخوف على حياته. وأكدت الصحيفة أن "مصر حرصت على إبقاء مكان احتجاز المعزول سريا للغاية، حتى إن آشتون نفسها لم تعرف المكان الذي ذهبت إليه بالطائرة. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الاهتمام بزيارة آشتون، والتي لم تسفر عن أي نتائج سوى معرفة أخبار الرئيس المعزول تعكس عمق الأزمة في مصر مع إصرار كل الجيش والإخوان على عدم التراجع. وأضافت الصحيفة أن آشتون لم تكن معصوبة العينين عندما أخذها العسكريون لزيارة مرسي ولكنها "أخذت في طائرة هيلوكوبتر ليلا بعد أن تعهدت بعدم الكشف عن تفاصيل مكان احتجاز مرسي حسب تصريحات لمساعدين لها. وأوضحت الصحيفة أن هناك مؤشرات أن مرسي نفسه لا يعلم أين هو. وأضافت أن القوات المسلحة المصرية تصر على أن حذرها البالغ في هذا الصدد يأتي من حرصها على سلامة مرسي، لكن الصحيفة رجحت أن سبب الحرص هو تجنب وصول أي معلومة لمناصريه ما قد يؤدي لمسيرات تنهي بمواجهات دامية مع الجيش. وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قوله إن آشتون جعلت زيارتها لمصر مشروطة برؤية مرسي وجهًا لوجه وهو الأمر الذي لم يكن مسموحًا لها في أخر زيارة لها في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن الزيارة تزيد من احتمالية أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا في كبح جماح العنف المتزايد في مصر وهو ما قد يمثل انتصارا كبيرا للاتحاد الأوربي الذي تعثر في مواجهة كثير من القضايا الأمنية في السنوات الماضية.