سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالمعطى بيومى: لا أخاف على الأزهر من «مرسى».. بل من جماعته أوقاف الأزهر تبلغ 64 مليون جنيه بأسعار الستينات.. وإذا حصلنا عليها بفارق الأسعار لن نحتاج دعماً من أحد
أبدى الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية، تخوفه الشديد على الأزهر الشريف فى المرحلة المقبلة، وأعرب عن قلقه من سعى الإخوان المسلمين للهيمنة على المناصب القيادية بالأزهر، وفرض الفكر الإخوانى على الدعاة وخطباء المساجد. لافتاً إلى أنه يخشى من إسناد حقيبة الأوقاف فى الوزارة الجديدة التى سيشكلها الرئيس محمد مرسى، إلى وزير له ميول إخوانية أو عضو بالجماعة، حتى لو كان أزهريا، لأن الفكر الإخوانى سيطغى عليه. وطالب الرئيس بضرورة دعم الأزهر وإعادة أوقافه إليه وجعله مرجعية نهائية لكل المسلمين فى أمور الشرع والدين. * ما طبيعة دور الأزهر فى الفترة المقبلة، بعد تولى الإخوان الحكم؟ - الأزهر له شكل واحد، فقد حصل على استقلاله الذى يريده من خلال عودة هيئة كبار العلماء، وإسناد مهمة انتخاب شيخ الأزهر لها وحدها، وبالتالى لم يعد للرئيس الحاكم أى سلطان أو هيمنة على الإمام الأكبر. * هل تقصد استقلالاً مالياً وإدارياً؟ - الاستقلال الإدارى صار موجودا بتعديل بعض بنود قانون الأزهر، لكن تبقى المشكلة التى تواجه الأزهر فى غياب الاستقلال المالى، لأن الحكومات السابقة نهبت أموال الأوقاف الخاصة بالأزهر، ونحن نأمل من رئيس الجمهورية الجديد رد أوقاف الأزهر إليه، وهى على الأقل مقدرة ب64 مليون جنيه بأسعار الجنيه فى عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وعبارة عن أراضٍ وزعت على الفلاحين. * ألم يجرِ استرداد أى جزء من تلك الأوقاف؟ - سبق للحكومة أن قدرت وقف الأزهر المسلوب ب80 مليون جنيه، منذ عهد عبدالناصر، دفعت منها الحكومة 4 دفعات، كل دفعة تقدر ب4 مليون، أى وصل الأزهر منها 16 مليونا، وتبقى 64 مليونا، ولو حصل الأزهر على تلك الأموال، شريطة الحصول على فارق الأسعار، أو استرد أراضيه سيكون مستقلا ماليا. * وما المطلوب بخلاف ذلك من الرئيس؟ - ندعوه إلى دعم الأزهر ماليا فقط، ونحن قادرون على النهوض بالمؤسسة الدينية بعد ذلك، دون تدخله. * وكيف ترى شكل العلاقة بين الأزهر والإخوان فى الفترة المقبلة؟ - أعتقد أن الرئيس سيدعم الأزهر بشكل قائم على الاحترام والحب، لكن كثيرا من الإخوان يريدون السيطرة على الأزهر أو جعل مرجعيته بعد مرجعيتهم، وهذا أمر لن يقبله أزهرى ولا الأمة جميعا. * وكيف ترى التصدى لتلك السيطرة؟ - الشعب يريد أن يكون الأزهر مرجعيته النهائية فى أمور الشرع، أما محاولات البعض للتقليل من مرجعيته، فهذا مرفوض تماما وخط أحمر، ومن يحاولون التقليل من الأزهر تحركهم دوافع شخصية أو أهداف أخرى. * وما دور الخطاب الدعوى حالياً؟ - الدعوة فى مصر للأسف مشتتة بين الأزهر ووزارة الأوقاف، وهذا أثر بالسلب على دورها، وكنت أود أن يتولى الأزهر وحده مسئولية الدعوة، ويندرج تحته قطاع الدعوة بكامله، وتتفرغ الأوقاف لإدارة أموال الوقف. * هل تتخوف من تولى حقيبة الأوقاف فى الحكومة الجديدة شخصية لها ميول إخوانية؟ - أشعر بالقلق طبعا، من وجود وزير أوقاف له ميول إخوانية، حتى لو كان أزهريا، لأنه سيكون على رأس الدعوة والدعاة، وذلك لأن بعض الأزهريين ممن ينتمون للإخوان يغلب عليهم الفكر الإخوانى أكثر من الأزهرى الوسطى، وقد يكون فكرهم غير مقبول، وأخشى أن يسود فكره بين بعض الدعاة، كما سيحدث خلاف بينه وبين الأزهريين وربما يصل لحد الصدام. * وكيف ترى تأثير خطوة كتلك على المساجد؟ - طبعا ستتحول المساجد إلى منابر للدعوة للفكر الإخوانى، المغلف بطابع دينى، وهذا ما لا يرضى عنه كبار قيادات الإخوان المعتدلين أمثال المرشد العام الدكتور محمد بديع والدكتور محمد سعد الكتاتنى وغيرهما، لكن تكمن المشكلة فى الصغار. * هل لديك تخوفات من تدخل الرئيس الحالى فى شئون الأزهر؟ - لا أخاف على الأزهر من الدكتور مرسى، لأنه بكل صراحة وليس نفاقا، طيب القلب وعقله مفتوح وأعرفه بشكل شخصى، ومؤخرا اعترف بالخطأ فى استئثار الإخوان بالجمعية التأسيسية، وهذه شجاعة أدبية وسعة أفق يتمتع بهما، لكن أخاف من تدخل بعض العناصر الإخوانية. * بماذا تفسر ما تعرض له شيخ الأزهر فى مراسم تنصيب الرئيس بجامعة القاهرة؟ - ما حدث لا أدعى أنه مقصود، ولو تكرر سيكون المقصود منه تهميش شيخ الأزهر، ونأمل فى أن ما حدث بجامعة القاهرة فلتة و«تعدى»، وإذا كانت رئاسة الجمهورية والحرس الجمهورى هما من نظما الحفل فالخطأ فى بروتوكول الرئاسة، وأعتقد أن هذا أقرب للصواب، وأتمنى ألا يكون الخطأ من الإخوان المسلمين.