سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ماذا لو تولى حقيبة الأوقاف أحد من الإخوان أو السلفيين.. مهنا: خطوة للقضاء على الأزهر.. بيومى: خطأ فادح لأن أفكار السلفيين عن الشريعة منقوصة.. الأئمة المستقلة: سيحدث صدام بين الأئمة المسيسين والمعتدلين
ماذا سيكون حال الدعوة فى مصر، إذا تولى حقيبة وزارة الأوقاف السلفيون أو الإخوان، وما الآثار المترتبة على ذلك، فالمعروف أن وزير الأوقاف يأتى بترشيح من شيخ الأزهر لرئيس الوزراء، حتى يكون هناك انسجام وتفاهم بين الوزارة ومشيخة الأزهر، ولكن مطالبة السلفيين والإخوان بحقيبة الأوقاف يجعل الصدام بين المشيخة والوزارة حتميًا. عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء أكدوا أن تولى حقيبة الأوقاف أحد من السلفيين أو الإخوان هو بداية للقضاء على الأزهر، بينما اختلف أئمة الأوقاف حيث يرى البعض أنه سيتسبب فى صدام بين الأئمة المسيسين والمعتدلين، والآخر يرى أنه ليس هناك غضاضة، حيث إن وزارة الأوقاف تعاقب عليها وزراء أصحاب منهج صوفى، ولم يؤثروا فى الدعوة أو الوزارة. يقول الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إنه ظهر أن علماء الدين يجرون وراء الدنيا ولا يجرون وراء الآخرة، ناسين قول النبى صلى الله عليه وسلم لأبى ذر يا أبا ذر إنى أحب لك ما أحب لنفسى، إنى أراك ضعيفاً فلا تأمّرنّ على اثنين، ولا تولّينّ مال يتيم"، ولكن ثبت أن إخواننا علماء الدين يجرون وراء الدنيا بشراهة قاتلة، كما طلبها طلاب الدنيا. وأضاف ل"اليوم السابع"، أنه من قديم الزمان والأزهر هو المرجعية الأولى، وأن وزارة الأوقاف تابعة للأزهر، وليس هناك من وسطية فى العالم كله إلا فى الأزهر والأزهريون أثبتوا جدارتهم فى كل مجال يوكل إليه فالشعراوى كان وزيرًا للأوقاف، فأعطى وما أخذ والأحمدى أبو النور والشيخ إبراهيم الدسوقى والشيخ البغل حتى أن التاريخ أثبت أن الشيخ البغل كان يغير حذاءه كل 5 سنوات فرجال الأزهر فى الدنيا زاهدون، وفى البعد عنها مرحبون، ولكن إخواننا مقبلون على الدنيا كأنهم هم المؤمنون، وكأن غيرهم الفاسدون. وأشار إلى أنه يعجب من موقف السلفيين والإخوان من الأزهر فبالأمس القريب لا يخصص مكان لشيخ الأزهر واليوم يطالبون بحقيبة الأوقاف وغدًا يطالبون بأن يؤمروا علينا ونحن العبيد وهم السادة فهؤلاء هم طلاب سلطة دنيوية والأيام التى مرت بهم يريدون أن يصفوا حساباتهم مع الأزهر وغيره، والإسلام لا يعرف تصفية الحسابات. وحذر مهنا من عواقب تولى الأوقاف أحد السلفيين أو الإخوان.. مشيرا إلى أن الأزهر سيغضب غضبة لا يستطيع أن يقف ضدها أحد لأن الأزهر هو المرجعية الأولى بشهادة السلف والخلف، مضيفًا هم أى الإخوان والسلفيون ينفذون أجندة هذه الأجندة نفذتها بريطانيا والغرب من قبل، وهذه تعليمات لهم من الغرب، وهو ألا يأخذ الأزهر من المواقع الدينية نصيب حتى يحجم الأزهر ويكون المرجعية الثانية، ثم بعد ذلك يكون المرجعية الثالثة ثم الرابعة ثم يقضى على الأزهر وأخذ وزارة الأوقاف من الأزهر بداية القضاء عليه. من جانبه قال الدكتور عبد المعطى بيومي، عضو هيئة كبار العلماء، إنه سيكون خطأ فادح لو تولى أحد السلفيين أو الإخوان المسلمين وزارة الأوقاف خاصة السلفيين، ذلك أن الأفكار التى تتناثر وتتناقل عن السلفيين أفكار فيها قصور كثيرة عن فهم معنى السلفية نفسه والإسلام عامة وسيكون للوزير تأثير كبير فى توجيه الدعوة الإسلامية إلى هذا الفهم المنقوص عن الشريعة، إلى هذا التصرف الذى يبدو من تصريحات بعضهم، ومع أن الإخوان معتدلون إلا أنه سيؤدى إلى شيوع التيار الإخوانى. وأضاف فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن كثيرين من علماء الأزهر يختلفون مع هذا التيار فى كثير من الأمور ويتفقون فى بعض الأمور، وبالتالى ستكون تأثيرات الفكر الإخوانى على الدعاة فى وزارة الأوقاف وهم عشرات الألوف وهذا يتناقض مع الهدف الأساسى للدعوة الإسلامية أن يكون الإسلام بمراجعه الأولى الكتاب والسنة والصحابة الأجلاء هو الفيصل والعماد فى الدعوة الإسلامية كأننا نحول الفكر الإسلامى المعتدل إلى فكر إخوانى أو سلفى، وهذا التغيير خطر فى الوقت الحالى والمستقبل، وأنصح أن يتولى وزارة الأوقاف والتعليم العالى أو وزارة التربية والتعليم أناس معتدلو الفكر لا ينتسبون إلى أى حزب خاصة الأوقاف والتعليم. أما أئمة وزارة الأوقاف فقد اختلفوا فيما بينهم فمنهم من رأى أن وصول الإخوان أو السلفيين لن يؤثر على الوزارة، بينما رأى البعض الآخر أنه سيحدث صدام بين الأئمة المسيسين والمعتدلين، مطالبين بضرورة لقاء الرئيس مرسى ليعرضوا عليه تولى حقيبة الوزارة لأحد الأئمة الذين يشعرون بما يعانيه الأئمة. يقول الشيخ محمد ماهر، عضو نقابة الأئمة المستقلة، إنه إذا وصل الإخوان أو السلفيون فسيوجهون الوزارة إلى فكر ومذهب معين وسيحدث صدام كبير بين الأئمة المسيسين وبين المعتدلين التابعين للمؤسسة الأزهرية، مشيرا إلى أن الإمام التابع للأزهر لن يكون تابعًا لجماعة أو لحزب، فالأزهر هو الأكبر وهو الأعم والأشمل. وأضاف ل"اليوم السابع" أن لو تولى الوزارة أحد من الإخوان أو السلفيين ستصبح الوزارة مسيسة بحسب فكر الوزير، مطالبًا بلقاء الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، هو ووفد من الدعاة لعرض مطالبهم بضرورة أن يعين وزير للأوقاف من الأئمة، أو من أعضاء هيئة كبار العلماء. من جانبه قال الشيخ عبد العزيز رجب، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، عضو نقابة الدعاة، إن وزير الأوقاف القادم هو وزير مؤقت لأننا تقدمنا بمشروع قانون لتعديل قانون الأزهر بضم وزارة الأوقاف وتكون تابعة للمشيخة ويعين المسئول عنها باختيار هيئة كبار العلماء، مشيرا إلى أنه سيتقدم بذلك المشروع أول ما ينعقد مجلس الشعب القادم. وأضاف لليوم السابع، أن تولى وزير الأوقاف من حزب النور أو الإخوان ليس فيه غضاضة أن ينتمى هذا الوزير لأى اتجاه، والدليل أن الوزير الحالى صوفى واللى قبله ولم يؤثر بفكره على الوزارة لأن الأزهر بفكره لا يتأثر بل هم الذين يتأثرون، والمهم أن يكون منتميًا للأزهر، ويكون خريج الأزهر ويعمل على عودة الأزهر إلى مكانته.