بعد أن تركت مصر قبل مرور أسبوعين على آخر زيارة لها، عادت من جديد لتقود الوساطة بين الحكومة والإخوان بعد بلوغ الأزمة ذروتها، فجاءت مجدداً ل(تتحدث وتبحث وتدعو وتحث وتطالب) حتى تصل إلى التوافق بين الطرفين لإنهاء الأزمة فى مصر. الدبلوماسية الهادئة «كاترين أشتون»، الممثل السامى للاتحاد الأوروبى للشئون السياسية والخارجية، تعود لمصر من جديد بعد آخر زيارة لها، التى لم يمر عليها سوى 12 يوماً تقريباً، وتلتقى كافة الشخصيات التى التقت بهم مؤخراً، ولكن هذه المرة زاد على الشخصيات عدد ممثلى تنظيم الإخوان ليكون 5 بدلاً من اثنين، لتكون فرصة أكبر للاستماع وإمكانية تفعيل الوساطة بينهم وبين الحكومة. «أشتون» هى أول من جاءت لمصر بعد أقل من أسبوعين من تنحى الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، وسعت إلى التعامل مع المجلس العسكرى بشكل مباشر، ووعدت بمساعدات ضخمة وقتها للفوز بقلوب المصريين وإمكانية السيطرة على المشهد السياسى آنذاك. تولت كاترين أشتون منصب النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية فى 9 فبراير 2010، ومنصب الممثل السامى للاتحاد لشئون السياسة الخارجية والأمن منذ 1 ديسمبر 2009، السيدة الخمسينية ولدت لعائلة بريطانية من الطبقة العاملة، وحصلت على درجة البكالوريوس فى علم الاجتماع من جامعة لندن عام 1977، لتكون بذلك أول من يتخرج فى الجامعة فى أسرتها. جذور «أشتون» ظلت بعيدة عن السياسة، إلا أن الابنة استطاعت أن تدخل عالم السياسة، بدأت كناشطة فى مجال الرعاية الصحية وحقوق العمال، إلى أن حصلت على لقب «البارونة أشتون أوف أفولاند» عام 1999، بناء على طلب حزب العمال البريطانى، وهو لقب مدى الحياة، ما أهلها بعد ذلك لدخول مجلس اللوردات دون انتخاب، وعُينت بعد ذلك وزيرة الدولة للتربية، ووزيرة الدولة للشئون الدستورية والقضائية. ومع تطور الوقت ظهرت كاريزما «أشتون» وقدرتها المبهرة على الإقناع لتُميّزها فى وسطها الدبلوماسى، وهو من أهم أسرار نجاحها فى مهامها الدبلوماسية التى تُعرض عليها. ورغم مرور عامين على وعودها وإعلانها بتجميد أرصدة رجال نظام الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، خلال أول زيارة لها لمصر بعد ثورة 25 يناير، تعود «أشتون» من جديد فى مهمة الوساطة بين طرفى النزاع على السلطة المصرية، لتجتمع مع بعض أفراد تنظيم الإخوان وأفراد الحكومة الجديدة المؤقتة للوصول لحل يوقف إراقة المزيد من الدم فى الوضع الراهن.