قال محمد أبوالغار، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، إن المشاركة في مظاهرات الجمعة التي دعا لها وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، "تأتي للتأكيد على مطالب ثورة 30 يونيو الماضي". ورفض أبوالغار تشبيه الإخوان المسلمين للفريق أول عبدالفتاح السيسي بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر في استخدام العنف ضدهم. وعن دعمهم لدعوة السيسي ودعوتهم جميع المصريين للنزول الجمعة، قال أبوالغار، إن "دعوة القوات المسلحة أكدت أن الأمور لا تزال مضطربة، ويجب الخروج للتأكيد على مطالب 30 يونيو". وعن المخاوف من حدوث أعمال عنف في مظاهرات الجمعة، قال أبوالغار: "جبهة الإنقاذ لم تتبن العنف يوماً ولم يسبق أن قام المتظاهرون المؤيدون لها بأعمال عنف"، مضيفا "من يقوم بأعمال عنف خلال الفترة الماضية هم الإخوان المسلمون؛ لذلك مظاهرات القوى المدنية ستكون بعيدة عن أماكن تظاهر الإخوان المسلمين ومؤيديهم". وتطرق القيادي بجبهة الإنقاذ لرؤيته للمشهد السياسي، معربا عن وجهة نظره بأن "غالبية الشعب المصري أصبح الآن ضد تنظيم الإخوان المسلمين؛ ولذا يجب على الإخوان أن يقبلوا بالأمر الواقع، وأن تعود للمشاركة في الحياة السياسية فورا، والاشتراك في التعديلات الدستورية، والمشاركة في الانتخابات المقبلة". وأضاف أبوالغار: "الإخوان لديهم مشاكل في الوقت الحالي تتمثل في أن قيادتهم الحاليين أصبحوا خارج الزمن والتاريخ، وللمرة الأولى يشعرون فيها أن الشعب ضدهم، وهذا يتسبب لهم في ألم شديد، خاصة وأنهم اعتادوا على أن تكون الحكومات والشرطة والرؤساء ضدهم، لكنهم لم يألفوا أن يكون الشعب أيضا ضدهم". وتابع: "الإخوان المسلمون في موقف صعب حالياً فهم جماعة تحارب تحت الأرض منذ عام 1958 والحكومات كانت تظلمهم وتعتقلهم وهذا أدى إلى تعاطف الشعب معهم ومنذ عام 1976 لم يدخلوا انتخابات نقابية إلا وفازوا بأغلب مقاعدها والانتخابات الوحيدة التي كانوا يسقطون فيها انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) لأنها كانت تزور". لكن بعد وصولهم إلى الحكم تغير المشهد "ففي العام الأول لهم في حكم مصر خسروا مقاعد مهمة في نقابة الأطباء وغيرها من النقابات وكذلك الاتحادات الطلابية وأصبح الأمر أنهم فشلوا في إدارة الدولة"، بحسب قول أبوالغار. واستطرد مضيفا: "كما أنه ثبت بالدليل القاطع أن الدكتور محمد مرسي لم يكن رئيسا للجمهورية بل كان مكتب الإرشاد هو الرئيس، والمكتب أثبت أنه فعلا ليس قادراً على إدارة الدولة". وفي تقدير القيادي بالإنقاذ، فإن "تنظيم الإخوان المسلمين يحتضر في مصر، وإن لم يحدث به تغيير جذري من الشباب الحقيقي الذين اكتسبوا خبرة الاحتكاك بالعالم الخارجي ويتم ذلك في أسرع وقت فسوف ينشق عن التنظيم أعداد كبيرة". وتوقع أن يكون "محمد بديع هو أخر مرشد تقليدي لتنظيم الإخوان المسلمين؛ لأن التنظيم سيتغير ولن يعود بالطريقة التقليدية والتنظيم الحديدي مرة أخرى". وعن توقعاته للانتخابات الرئاسية المقبلة، طالب أبوالغار بإشراف ورقابة دولية من الخارج عليها، وقال: "ماحدش هايوافق على نتائج الانتخابات المقبلة؛ لذا يجب أن تكون تحت رقابة دولية؛ لكي لا يحدث تشكيك داخلي أو خارجي في هذه الانتخابات". وفيما يخص مستقبل الإخوان داخل البرلمان يرى أبوالغار أنها "لن تكتسح" نتائج الانتخابات البرلمانية مجددا، وأقصى نسبة قد تحصل عليها 25%"، مضيفا "التيار الإسلامي سيظل موجودا، لكن ليس بشكل الإخوان المسلمين الحاليين". وفيما يتعلق باحتجاز الرئيس السابق محمد مرسي، قال أبوالغار: "لا يمكن حبس أي مصري إلا تحت اتهام واضح وصريح على أن يتم التحقيق معه أمام قاضٍ مدني طبيعي".