سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تعيش معاناة جامعة القاهرة: «الإخوان» يجهزون النعوش للموتى.. والبنادق «للضرب فى المليان» فرد أمن: بعد دقائق من قدوم سيارة قناة «الجزيرة» وكاميراتها غالباً ما تحدث «كارثة»
دخلت جامعة القاهرة فى صراع سياسى بسبب اعتصام أعضاء الإخوان والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدان النهضة أمام الباب الرئيسى لجامعة القاهرة حيث يتعرض أفراد الأمن الإدارى للتهديد والترهيب من قبل مؤيدى مرسى، مؤكدين أن «الإخوان» يجهزون النعوش لموتاهم المحتملين، وأن البنادق جاهزة «للضرب فى المليان» دائماً. «الوطن» التقت عدداً من أفراد أمن الجامعة وعلى رأسهم العقيد ياسر محمد مدير الأمن الإدارى، ليكشفوا عما حدث لهم منذ اليوم الأول لاعتصام مؤيدى المعزول وتفاصيل التهديدات التى بدأت منذ أحداث منطقة «بين السرايات» التى أصيب فيها 12 من أفراد الأمن بالخرطوش وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج، ثم اقتحام العشرات من المؤيدين للرئيس المعزول الحرم الجامعى وتكسيرهم لبوابات الجامعة العريقة. اصطحبنا أحد أفراد أمن الجامعة لتفقد أسوار البوابة الرئيسية حيث استولى الإخوان على الأكشاك والمنشآت المخصصة لتأمين الجامعة على البوابات فأصبحت أماكن إقامة لهم كما انتشرت كميات كبيرة من الحجارة ألقاها الإخوان على كل من يحاول الاقتراب من الأسوار ورؤية الاعتصام من الداخل سواء كانوا موظفين أو أفراد أمن الجامعة ونصحوهم بعدم اقتراب أى شخص من الأسوار. ويقول أحد أفراد الأمن الإدارى بالجامعة رفض ذكر اسمه لدواعى السلامة الشخصية إنهم تلقوا تهديدات كثيرة من منظمى الاعتصام الذين طلبوا منهم عدم تسريب أى معلومات عن الاعتصام وعدم الاقتراب من الأسوار نهائياً، مشيراً إلى أن المعتصمين حولوا أكشاك التأمين إلى أماكن خاصة بهم ومراحيض عامة للمعتصمين كما حولوا نقطة الشرطة التى تؤمن الجامعة من الخارج إلى حمامات. ويروى آخر أنهم فى أحد الأيام أعلنوا من المنصة أن الجيش انقلب على الفريق أول عبدالفتاح السيسى وأطلق المعتصمون الألعاب النارية وعمت الفرحة أرجاء المكان وعلت الزغاريد ليفاجأ الجميع بعد ذلك بإعلان المنصة أن ما أعلن جاء لتحفيز المعتصمين على الاستمرار فى اعتصامهم بميدان النهضة. وأضاف أنه بعد دقائق من قدوم سيارة قناة «الجزيرة» وكاميراتها غالباً ما تحدث كارثة، لذلك حينما تأتى القناة نرفع الاستعداد للدرجة القصوى تحسباً لما يحدث بعدها. ويروى الرجل أنه فى أثناء خدمته الليلية سمعهم يقولون إن مرسى سيعود، ومؤكدين أنهم سيعلنون جامعة القاهرة مقراً للرئاسة وسيسكن الرئيس المعزول مبنى القبة. وأوضح أن الإخوان نقلوا المنصة الرئيسية من أمام الباب الرئيسى للجامعة إلى مبنى كلية الهندسة المواجه للحرم الجامعى خوفاً منا حتى لا يكون ظهرهم «مكشوفاً» لنا. ويقول آخر رفض ذكر اسمه أيضاً إنه فى كل ليلة يأتى لهم أحد أنصار الإخوان ويهددهم قائلاً «لو الخيانة جت من عندكم مش هنرحمكم وهنقتلكم»، موضحاً أنهم يقومون كل يوم بإخراج الأسلحة من الخيام وتفكيكها وتنظيفها حتى تكون جاهزة للإطلاق فى أى وقت حال حدوث اشتباكات بينهم وبين أهالى منطقة «بين السرايات». وأشار إلى أنهم يقومون كل يوم بعمل نعوش خشبية وتوابيت أمام الجامعة وتجهيزها ولا نعلم لماذا يفعلون ذلك، ومن يقترب من أسوار الجامعة فى أى وقت يتم رشقه بالحجارة حتى لا يرى ما يفعلونه داخل الاعتصام، مؤكداً أنه وزملاءه أنهم غير آمنين على حياتهم فى ظل الحصار الذى تعيشه جامعة القاهرة من قبل أنصار مرسى. وأوضح أنهم أعدوا الملاهى الليلية للأطفال المعتصمين وأقاموا الألعاب الترفيهية و«المراجيح» لأبنائهم حتى يكون المكان مجهزاً بالكامل وبه كل الخدمات لكى لا ينفض المعتصمون عنه، كما يذيعون كل ليلة الأغنيات الخاصة بهم مع توجيه السباب للقوات المسلحة وللفريق أول السيسى بوجه خاص. وشهدت «الوطن» تفتيش المعتصمين لطلاب الثانوية العامة القادمين لمكتب التنسيق، حيث فتشهم أفراد الإخوان مع الاطلاع على هويتهم أثناء ذهابهم لمعامل التنسيق بكلية الهندسة التى يحاصرها أعضاء الجماعة من جميع الاتجاهات. وأعرب الطلاب عن استيائهم من أساليب التفتيش التى مارسها الإخوان معهم قائلين «جئنا لتسجيل رغباتنا فى الجامعة لنجد الإخوان يرهبوننا»، معتبرين ذلك تعدياً على حرياتهم الشخصية و«إرهاباً لهم». من جانبه، قال العقيد ياسر محمد ل«الوطن» إن المنظر الحضارى للجامعة أصبح سيئاً منذ اعتصام الإخوان فى ميدان النهضة وأمام الباب الرئيسى للجامعة، مؤكداً أن أفراد الأمن «ملتزمون ضبط النفس والتعامل مع الأحداث بشكل حيادى.