اتخذت من المسرح وطناً لتسكن بين جدرانه، عشقته ووهبت حياتها له، فتوغّلت فيه وألمت بكل ما يخصه، ثقافة نادرة تمتعت بها، فجعلتها تتميز بقدرة فائقة فى قراءة أعماق الشخوص وتحليل أدائهم على خشبة المسرح، والغوص فى مكنون ما يريده المبدع عبر حوار خفى بينهم، هى راهبة المسرح، كما أطلق عليها البعض نهاد صليحة التى تحمل اسم الدورة العاشرة من المهرجان القومى للمسرح تكريماً لمشوارها ودورها فى إثراء الحركة المسرحية المعاصرة. نهاد محمد خليل صليحة المولودة عام 1945 بالقاهرة فارقت الحياة أوائل هذا العام، منذ أن كانت طالبة فى المرحلة الثانوية كانت تحلم راهبة المسرح بالصعود على خشبته. تلقت «صليحة» تعليمها بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1966، ثم سافرت إلى إنجلترا فى العام نفسه، وهناك حصلت على ماجستير اللغة الإنجليزية وآدابها من كلية الدراسات الإنجليزية والأمريكية جامعة ساكس، كما حصلت على دكتوراه الدراما من كلية الدراما جامعة إكسترا بإنجلترا. عُرفت سيدة النقد بدعمها ومساندتها للأجيال الشابة من المسرحيين، خصوصاً حركة المسرح المستقل، وتتلمذ على يديها الكثير من الشباب، ونالت عدة تكريمات فى مهرجانات مسرحية بدمشق وقرطاج والكويت والشارقة وغيرها، وكانت أول من استخدم المنهج السينمائى فى النقد المسرحى وأسّست حركة الفرق المستقلة عام 1999، واحتلت عدة مناصب تقديرية، فكانت عضو اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو لجنة الدراما بقطاع الإنتاج للإذاعة والتليفزيون، وعضو مجلس إدارة صندوق روبرتو شيميتا الدولى لدعم فنانى المسرح الشباب فى دول البحر المتوسط. ألفت «صليحة» الكثير من الكتب فى مجال المسرح، منها: «التيارات المسرحية المعاصرة، والمسرح بين الفن والفكر، وأمسيات مسرحية، وأضواء على المسرح الإنجليزى، والحرية والمسرح، وشكسبيريات.