19 يوماً أتمها الإخوان ومناصروهم معتصمين فى ما اصطلح على تسميته «إشارة رابعة العدوية»، اخترقته «الوطن» غير مرة، لكنها هذه المرة تشفع اختراقها بصور تنقل يومياتهم فى الاعتصام الذى بدأ الجمعة 28 يونيو، واستمر حتى الآن، لتكشف الصورة الحقيقية التى لم تنقلها قنواتهم الفضائية عن الاعتصام، وكيف يقضون أوقاتهم دون وجود ما ينغص عليهم اعتصامهم، عكس ما يدعون فى هذه الفضائيات. التناقص الكبير فى أعداد المعتصمين لم يمنع استمرار عمليات الإعاشة بصورة أكثر تنظيما مما كانت عليه فى بداية الاعتصام، فحين استولى الإخوان على المسجد وحولوه بقاعات المناسبات الملحقة به إلى مكان لمبيتهم وعقد مؤتمراتهم الصحفية واختباء عدد من قياداتهم المطلوبين للأمن، فصلوا النساء عن الرجال فى المبيت، وخصصوا عددا من القاعات لمبيت النساء وأخرى للرجال، وحين ظن المعتصمون أن أعدادهم ستزيد، ويزيد معها حاجتهم لمكان أكبر للمبيت، استولوا على مدرسة «عبدالعزيز جاويش» الابتدائية الموجودة فى محيط المسجد، لتتحول بدورها إلى خدمة الاعتصام؛ فصولها أماكن للمبيت، وفناؤها ساحة للجلوس والنوم أحيانا، ومقاعد تلاميذها حين تتراص إلى جوار بعضها البعض وتغطيها «الملايات» تتحول إلى أسرّة يستخدمها المعتصمون فى النوم والجلوس، فيما تم تخصيص بعض الفصول كأماكن لإعداد الطعام، يقف أحدهم بلحية بيضاء أمام أحد مقاعد التلاميذ وقد حوله إلى «أورمة» لتقطيع اللحم عليها، فيما اختار آخر أن يجهز السلطة بعد أن اشترى محتوياتها من السوق، ويعد ثالث عبر استخدام بوابير الجاز المعرضة للاشتعال حلل الأرز والطبيخ المستخدمة لإعاشة المعتصمين، فضلا عن الوجبات الجاهزة التى تصل الاعتصام. الحمامات التى افتخر الإخوان ببنائها فى محيط المسجد، لم تراع آدمية المعتصمين، أو حتى آدمية جيرانهم الذين يستطيعون رؤية الحمامات وروادها من الشرفات، حمام السيدات مفصول عن غيره ب«قطوع» خشبى كتب عليه «للنساء فقط»، أما حمامات الرجال، فبرزت فى الواجهة دون ساتر، ودون مراعاة لوجود النساء فى الاعتصام، تسيطر الرائحة على المكان برمته، لتحوله من محيط مسجد إلى مراحيض عامة تنتشر حولها الحشرات وتهدد أصحابها بأمراض صيفية معدية.. لم تكن الحمامات وحدها هى التى تفصل بين النساء والرجال فى الاعتصام، فللنساء حلقات دروس خاصة تجمعهن بالقرب من المنصة، فيما ينتشر الرجال فرادى ومجموعات يؤدون مهام الإعاشة، يقف أحدهم ينادى على آخر يشد أمامه حبل الغسيل، يضع دون حرج ملابسهم عليه، من بينها ملابس داخلية، وأخرى يضيق الحبل بها فيتم نشرها على مقاعد التلاميذ التى أخرجها المعتصمون من الفصول لاستخدامها فى أغراض الاعتصام، ومن حين لآخر تنفجر ماسورة مياه بفعل الحفر وتوصيل الحمامات بها، فتغرق المنطقة فى مياه الصرف وتعمها رائحة المجارى بفعل حماماتها وانفجار صرفها الصحى. اللحوم بند أساسى فى قائمة طعام معتصمى الإخوان فى رابعة، وهو ما كشفته الصور بوضوح، وحسب أعداد المعتصمين يتم تجهيز ذبيحة يوميا لإطعامهم، ما يبرر وجود ماعز وعجول فى الاعتصام، خصص لها الإخوان أحد فصول المدرسة الابتدائية، لتتولى فرق الإعاشة الذبح والطهى والتغليف فى عبوات بلاستيكية والتوزيع على المعتصمين، وفق جدول معد مسبقا.