المعتصمون: الأمن أمر بإغلاق حمامات المساجد والمصالح والوزارات في وجه المعتصمين.. وحمام «البنزينة» و«أبو 50 قرشاً» الملجأ الوحيد نمتنع عن تناول الطعام بالليل لأن جميع الحمامات تكون مغلقة.. لكننا مستمرون في الاعتصام مهما حدث المعتصمون أمام مجلس الشعب يواجهون ظروفاً هل سأل رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أو أي من وزرائه المسئولين عن حل مشاكل المعتصمين أمام مجلسي الشعب والشوري كيف يعيش هؤلاء المعتصمون كل هذه الفترة في الشارع ؟ وكيف يقضون حاجتهم؟ بالطبع لم يسأل أي منهم نفسه كل هذه الأسئلة وإلا لما تم القبض علي أحد المعاقين المعتصمين أمام مجلس الشعب لأنه حاول التبول في الشارع ! «الدستور» ذهبت إلي المعتصمين أمام وزارة الزراعة ومجلسي الشعب والشوري للتعرف علي هذه التفاصيل .. أهالي طوسون الذين دخل اعتصامهم يومه السابع عشر أمام وزارة الزراعة نصبوا خياماً وافترشوا الأرض بالبطاطين. ويقول أشرف أحد المعتصمين إن أصعب المشاكل التي تواجههم في الاعتصام هو «دخول الحمام» مشيراً إلي أن الأمن أبلغ العاملين في المسجدين القريبين من الاعتصام بعدم فتحهما إلا قبل الصلاة بربع ساعة فقط وأن يتم الإغلاق بعد الصلاة مباشرة. وأضاف أشرف: عندما ذهبنا للتحدث مع عامل المسجد قال «إن الأمن هو من طلب ذلك وإن كان عليه يسيب حمامات المسجد مفتوحة طول اليوم» وأشار أشرف إلي أن العامل بكي عندما عرف المأساة التي نعيش فيها. وقال أحمد السيد- من المعتصمين أمام وزارة الزراعة- إن الرجال يذهبون أحياناً إلي المقاهي في ميدان الدقي أو يدخلون الحمام الموجود في جراج وزارة الزراعة والنساء يضطرن للانتظار لوقت الصلاة وأحياناً يدخلن جراج الوزراة أما أم إبراهيم فقالت إنها لم تستطع تغيير ملابسها منذ أن جاءت إلي الاعتصام مشيرة إلي صعوبة الحياة في الاعتصام ومؤكدة في الوقت ذاته استمرارها مع زملائها لأنهم علي حق ولا يطلبون إلا حقهم في الحياة. أما عمال المعدات التليفونية المعتصمون أمام مجلس الشعب فأكدوا أنهم يذهبون أحياناً إلي حمامات مسجد عمر مكرم لكن المشكلة تتفاقم في الليل عندما تغلق المساجد وقال عدد منهم إنهم يذهبون إلي الحمام الموجود بجوار مجمع التحرير لكن هذا يكلفهم كل مرة 50 قرشاً ، أما موظفو مركز المعلومات فأكدوا أنهم يضطرون في أحيان كثيرة إلي عدم تناول الوجبات خاصة في الليل حتي لا يضطرون إلي دخول الحمامات وأكد أحد المعتصمين أنه شاهد بنفسه رجال الأمن يغلقون حمام المسجد الموجود في شارع مجلس الشعب بسبب الزحام عليه وأكد أن أمن وزارة الصحة يرفض دخلوهم حمامات الوزارة وأنهم يذهبون إلي البنزينة القريبة منهم لقضاء حاجتهم بها. أما المعاقون المعتصمون أمام مجلس الشعب لليوم السابع والستين فيؤكدون نفس المأساة سواء في النوم وسط الحشرات أو عدم استطاعتهم قضاء حاجتهم وأشاروا إلي أن الدخول إلي الحمام أصبح بمواعيد مع غلق المساجد إلا في أوقات الصلاة وأكدوا أنهم يلجأون إلي أقرب بنزينة من الاعتصام وأحياناً يذهبون إلي جراج وزارة العدل مشيرين إلي أن وزارة الصحة تمنعهم من دخول الحمامات الموجودة بها دون مراعاة لظروفهم الخاصة، الظروف نفسها يعيشها كل المعتصمين حالياً أمام مجلسي الشعب والشوري من عمال النوبارية إلي موظفي تحسين الأراضي وعمال أمونسيتو، والغريب أنه رغم هذه المآسي التي يعيشها المعتصمون فإنهم اتفقوا علي استمرارهم في الاعتصام حتي تنفيذ مطالبهم والحصول علي حقوقهم.