ويجيب عنها فضيلة الدكتور «أحمد كريمة»، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قائلاً: رحم الله الإمام الفقيه الراسخ «ابن حزم»، الذى ضعّف كل أحاديث التنفير والتحريم والنهى عن الغناء، واستحضر حديث النبى (صلى الله عليه وسلم): «حسنه حسن، وقبيحه قبيح»، فالطبل والدُف من أدوات الموسيقى، وحين جاء الإسلام وجد العرب يضربون الطبول والدفوف وهى مواد موسيقية ملائمة لعصرهم، ولم يحرمها الإسلام بل أقرها عليهم؛ لأنها من أعراف الناس، وكان جعفر بن أبى طالب وابن عبدالله يستمعان إلى المزامير. فالغناء والمعازف «مباحة» فى حدود الآداب الشرعية، وتدور حول الأحكام الخمسة؛ قد يكون «واجباً» فى المناسبات الدينية؛ الحج والنصر والجهاد فى سبيل الله، وقد يكون «مندوباً» كما فى الأعراس، كما أوصى النبى السيدة عائشة (رضى الله عنها) بإرسال مَن يحتفلون بزفاف الفتاة الأنصارية اليتيمة عند عُرسها، قائلاً لها «يا عائشة.. هلّا بعثتم معها مَن يقول: أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ وَلَوْلا الذَّهَبُ الأَحْمَرُ مَا حَلَّتْ بِوَادِيكُمْ وَلَوْلا الْحَبَّةُ السَّمْرَاءُ لَمْ تَسْمَنْ عَذَارِيكُمْ»، فهذا غناء علّمه الرسول لأم المؤمنين عن طريق الحكى وليس التأليف؛ لأن النبى معصوم عن قول الشعر، لقول الله تعالى «وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ».